النتيجة :
نظراً لكثرة وتنوّع الآيات الآنفة الذكر ، وأقسامها الخمسة المخصص كل واحد منها لجانب من جوانب الشفاعة ، وبالالتفات إلى الوجهة العامة لها وتفسيرها بالاستعانة ببعضها وهو ما أشرنا إليه سابقاً ، يتّضح لدينا حقيقة ومفهوم الشفاعة وكذلك شروطها وفلسفتها وأهمّيتها ودورها البنّاء ، ويمثل أيضاً إجابات عن الاعتراضات المختلفة التي يطرحها عديمو الاطلاع بسبب عدم احاطتهم بمجموعة الآيات المتعلّقة بموضوع الشفاعة.
لكن أهميّة المسألة تقضي بفصل كل واحد من هذه المواضيع عن بعضها وتفسيره على حِدة من أجل أن تتمّ الاستعانة بالآيات القرآنية والتحليل المنطقي لازالة الصدأ عن هذه المرآة ، وإليكم فيما يلي الايضاحات المهمّة في موضوع الشفاعة.
* * *
توضيحات
١ ـ مفهوم الشفاعة
لو تأملنا في المفهوم اللغوي الصحيح لكلمة الشفاعة لاستطعنا الحصول على مدلولها الإسلامي لأنّ كلمة الشفاعة مأخوذة من المصدر «شَفْع» على ورن (نَفْع) ويعني «ضم الشيء إلى مثله» ومن هنا تتضح ضرورة وجود نوع من التشابه بين الاثنين رغم الفروقات الموجودة بينهما.
ولهذا السبب فالشفاعة بمفهومها القرآني تعني أنّ الشخص المذنب الذي يتصف ببعض الجوانب الإيجابية (كالإيمان أو العمل الصالح) يشبه أولياء الله ، وهم بدورهم يبذلون له العون ويسوقونه نحو جادّة الكمال ويطلبون له المغفرة من الله تعالى.
ويمكن وصف حقيقة الشفاعة بصيغة اخرى فهي عبارة عن وقوف كائن أقوى وأفضل إلى جانب آخر أضعف ليعينه على طي مراتب الكمال.
إنّ الشفاعة للأشخاص المخطئين موجودة في المجتمعات البشرية على مر العصور وقد