الأعراف وأصحابها
تمهيد :
توجد في القرآن الكريم سورة باسم سورة «الأعراف» تختص أربع آيات منها بموضوع الأعراف ، يستشف من هذه الآيات بشكل عام أنّ الأعراف مكان بين الجنّة والنّار وفيه بعض المؤمنين الذين يعرفون أهل الجنّة وأهل النّار.
ولكن ما هي مهّمة هؤلاء المؤمنين؟ وماهو الهدف الذي يسعون إلى تحقيقه؟ وما هي مكانة الأعراف في القيامة؟ وهل يوجد سوى هؤلاء الرجال الإلهيين المكلّفين بمهمّة خاصة في الأعراف ، يعني أشخاصٌ آخرون من ضعفاء المؤمنين وأمثالهم ، أم لا؟
هذه المسائل ينبغي ايضاحها في ظل تفسير الآيات الأربع في سورة الأعراف ، وكذلك الروايات الواردة في تفسيرها في المصادر الإسلامية المهمّة.
نعودُ بعد هذا التمهيد الموجز إلى القرآن الكريم لنمعن خاشعين في الآيات الكريمة التالية الواردة في هذا المجال :
١ ـ (وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعرَافِ رِجَالٌ يَعرِفُونَ كُلاًّ بِسِيَماهُمْ وَنَادَوا أَصْحَابَ الجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ). (الأعراف / ٤٦)
٢ ـ (وَاذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَاتَجَعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ). (الأعراف / ٤٧)
٣ ـ (وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُم بِسِيَماهُمْ قَالُوا مَاأَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكبِرُونَ). (الأعراف / ٤٨)
٤ ـ (أَهؤُلَآءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَايَنَالُهُمُ اللهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَاخَوْفٌ عَلَيكُمْ وَلَا أَنْتُم تَحْزَنُونَ). (الأعراف / ٤٩)