على أيّة حال فظاهر الآية الكريمة يشير بوضوح إلى نفخة الحياة ونشور الناس من قبورهم وتهيئتهم للحساب ، وإنّ أغلب المفسرين قد أشاروا إلى هذا المعنى.
يستفاد من مجموع الآيات أنّ نهاية وبداية العالم الآخر إنّما تحدثان بصورة مباغتة وتتزامنان عند وقوع صيحة عظيمة ، ولقد عبّر القرآن الكريم عن ذلك تعابير مختلفة ، فأحياناً استخدم الصيحة وأحياناً الزجرة والصاخة والتي هي بمعنى الصيحة واخرى النقر ، كما عبّر عنها في كثير من الموارد بنفخة الصور.
وفي الظاهر لم يلاحظ في هذه الآيات شرحاً أو توضيحاً لكيفية النفخ ، وحكم هذه الحادثة في الواقع كحكم سائر الحوادث المتعلقة بمشاهد يوم القيامة التي لم ترسم لنا صورة تفصيلية عنها ، إلّاأنّ الأحاديث التي سنوردها بهذا الصدد قد تعرضت إلى هذه الحوادث وفصلتها إلى حدّ ما ، ولكنّها لم ترفع الابهامات بشكل كلي وبعبارة اخرى لم تستطع أن ترفع هذه الإشكالات وذلك لأنّ هذه الامور من أسرار العالم الآخر من جهة ، ومن جهة اخرى أنّ عقولنا المحدودة بحدود هذه الدنيا وعاجزة عن إدراك هذه الحوادث على حقيقتها.
* * *
توضيحات
١ ـ ما المراد بـ (نفخة الصور) أو صرخة الموت والحياة
علمنا أنّ الصور وحسب قول الكثير من أرباب اللغة يعني البوق أو القرن العظيم (كانوا يصنعون البوق من قرن الحيوان).
فكانوا ينفخون فيه من جهة فيخرج الصوت عالياً من الجهة الاخرى.
فهل أنّ هذا التعبير تعبيرٌ مجازيٌّ كناية عن الأمر الصادر من قبل الله تبارك وتعالى ينذر بنهاية العالم المباغتة وبداية القيامة؟ هو تشبيه لما اعتاد عليه الناس في ايقاف القطعات العسكرية أو إيقافها أو لدعوتها للتجمع ، فهي وسيلة تستعمل لإعلام الجميع بالوقوف أو