إلى جماعة من ضعفاء المؤمنين من جهة ، وموجّهين الخطاب من جهة اخرى إلى المستكبرين من أصحاب النّار ، وبأسلوب التوبيخ ، قائلين لهم : (أَهؤَلَآءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَايَنَالُهُمُ اللهُ بِرَحْمَةٍ).
ثم يلتفتون في نفس الوقت إلى ضعفاء المؤمنين فيقولون لهم : (ادخُلُوا الجَنَّةَ لَاخَوفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُم تَحزَنُونَ).
ويظهر من خلال هذا التعبير وبوضوح وجود فريقين هناك وهما : فريق ذوي المقام الرفيع ، وفريق الحيارى من ضعاف المؤمنين الذين تشملهم الرحمة الإلهيّة في ختام المطاف ، ويُساقون بأمر ذوي المقام الرفيع الموجود في الأعراف ، نحو الجنّة.
* * *
توضيحات
١ ـ الأعراف في اللغة والتفسير
«الأعراف» : جمع (عُرف) على وزن (قُفل) وهو بمعنى المكان المرتفع العالي. ومأخوذة في الأصل من «عرف الفرس» و «عرف الديك» ويُقال أيضاً إنّها مشتقة من أصل المعرفة والعرفان الذي يعني المعرفة بالأشياء والاطلاع على خصائصها لأنّ الاراضي المرتفعة أكثر وضوحاً وأقرب إلى المعرفة من الأراضي المنخفضة ، (ومن فوقها يمكن الاطّلاع على كل مكان والتعرّف عليه).
ويُقال أيضاً أنّ الأعراف هي مقامات الأشخاص ذوي المكانة الرفيعة والدرجة السامية (١).
أمّا بخصوص مكان الأعراف اين يقع؟ وماهي كيفيّته؟ ففيه أقوال عديدة ، أورد من بينها صاحب الميزان ستة أقوال :
١ ـ موضع يشرف على أهل الجنّة وأهل النّار.
__________________
(١). التحقيق ، وتفسير مجمع البيان ، وغيرهما من القواميس والتفاسير.