الأعراف الأربع وعلاقتها مع بعضها (١).
٤ ـ جاء في الدرّ المنثور حديث آخر عن الرسول صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «يُجمع الناس يوم القيامة فيؤمر بأهل الجنّة إلى الجنّة ويؤمر بأهل النّار إلى النّار ، ثم يقال لأصحاب الأعراف : ما تنتظرون؟ قالوا : ننتظر أمرك ، فيقال لهم : إنّ حسناتكم تجاوزت بكم النّار أن تدخلوها ، وحالت بينكم وبين الجنّة خطاياكم ، فادخلوا الجنّة بمغفرتي ورحمتي» (٢).
طبعاً سبب دخول الجنّة هنا هي شفاعة الشفعاء والرجال المؤمنين في الأعراف وبإذن من الله.
٥ ـ جاء في حديث آخر في الدرّ المنثور منقول عن أبي سعيد الخدري بأنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله سُئل عن أصحاب الأعراف فقال : «هُم رجالٌ قُتِلوا في سبيل الله ، وهم عُصاة لآبائهم فمنعتهم الشهادة أنْ يدخلوا النّار ، ومنعتهم المعصية أنْ يدخلوا الجنّة ، وهم على سورٍ بين الجنّة والنّار .. فاذا فرغ الله من حساب خلقه فلم يبق غيرهم تغمّدهم منه برحمة فأدخلهم الجنّة برحمته» (٣).
وكما قلنا سابقاً لايوجد أيُّ مانع من شمولهم برحمة الله في ظل شفاعة الأنبياء والأولياء.
خاتمة بحث المعاد :
وبانتهاء موضوعي الشفاعة والأعراف ، نصل إلى ختام بحوث المعاد ، وكما نوّهنا سابقاً ، كان من المؤمّل أن نضع جميع بحوث المعاد في مجلّد واحد ، إلّاأنّ سعة الأبحاث القرآنية في هذا الصدد دفعنا إلى تقسيمها إلى مجلّدين ، ثم إنّ المواضيع التي عرضناها تمثّل امّهات مسائل المعاد وبحوثه الأساسية ، وإلّا فإنّ هذه البحوث تضم بين طياتها مسائل اخرى
__________________
(١). تفسير مجمع البيان ، ج ٣ و ٤ ، ص ٤٢٣.
(٢). تفسير در المنثور ، ج ٣ ، ص ٨٧.
(٣). المصدر السابق ، ص ٨٨.