قرأَ أحد جملة «ونُفِخَ في الصُّوْر» «الصُّوَرِ» بفتح الواو فقد إفترى على الله وحرَّف كتابه ، فكما أنّ هذا التفسير لا يتوافق مع الروايات السالفة الذكر كذلك لا يتوافق مع الآيات التي وردت فيها تعابير (صعقة) (وزجرة) و (ناقور) وغيرها.
ولا يستبعد أنْ يكون هذا ناتجاً عن عدم هضم معنى (نفخ في الصور) ، في حين أنّ الصور ليس بوقاً عادياً وليست النفخة شبيهة بنفخاتنا.
وعلى أيّة حال فإِن التفسير الثاني هو الأنسب من بين التفاسير الثلاثة التي قيلت بهذا الصدد ، حيث إنّه ينسجم وسياق ظاهر الآيات ولابدَّ لنا من الاعتراف بعجزنا عن اعطاء توضيح كامل عن نفخة الصور.
* * *
٢ ـ تأثير الأمواج الصوتية على الإنسان وسائر الموجودات
من المعلوم أنّ الصوت نوع من الأمواج التي تتحرك في الهواء وفي السوائل أو الجمادات والأصوات التي تسمعها اذن الإنسان يجب أن لا تقل ذبذباتها عن ٢٠ ولا تزيد عن ٢٠٠٠٠ في الثانية .. وهناك مخلوقات تسمع الأصوات التي تزيد ذبذباتها عن ذلك ، ومن بينها طائر الخفاش حيث إنّ لهذا الحيوان القابلية على سماع الأصوات التي يبلغ مقدار ذبذباتها ١٤٥ ألف ذبذبة (١) في الثانية ، ومن المعروف أنّ الحيوانات تدرك الهزة الأرضية قبل الإنسان ولعل السبب في ذلك يعود إلى هذا العامل حيث إنّها تسمع الأمواج الصوتية المنبعثة منها والتي لا يتمكن الإنسان من إدراكها ، وكما هو معلوم فإنّ الأمواج الصوتية الشديدة تسبب أحياناً تدمير كل شيء ، وما تأثير القنابل والمواد المنفجرة على الإنسان والأبنية إلّابفعل هذه الأمواج الشديدة التي يُعبّر عنها بـ (أمواج الانفجار) فهي قادرة في لحظة واحدة على تحطيم أي مقاومة تواجهها ، فتحول الإنسان والأبنية إلى حطام متناثر.
على هذا الأساس ليس من العجب أن تكون صيحة القيامة هي السبب في إماتة الناس
__________________
(١). يراجع كتاب الصوت ، ص ٥٧ ؛ والنجوم للجميع ، ص ٩٠.