الْمَشْئَمَةِ). (الواقعة / ٨ ـ ٩)
١٤ ـ (وَأَصْحَابُ الَيمِينِ مَا أَصحَابُ الَيمِينِ* فِى سِدْرٍ مَّخْضُودٍ) (وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ* فِى سَمُوْمٍ وَحَمِيمٍ). (الواقعة / ٢٧ ـ ٢٨ و ٤١ ـ ٤٢)
١٥ ـ (وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ) ... (عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ). ١ (التكوير / ١٠ ـ ١٤)
جمع الآيات وتفسيرها
تتحدث الآية الاولى عن الحياة بعد الموت وعن كتاب الأعمال ، ذلك الكتاب الذي يكتب بيد القدرة الإلهيّة وتثبت فيه أعمال الناس كلها وعبر عنه بـ «الإمام المبين» (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى وَنَكتُبُ مَاقَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَىءٍ أَحصَيْنَاهُ فِى إِمَامٍ مُّبينٍ).
فما المراد بالآثار؟
قيل : إنّ عبارة (ما قدموا) إشارة إلى الأعمال التي يؤدّيها الإنسان ، (وآثارهم) إشارة إلى السنن التي يخلفها بعد موته أو آثار الخير والصدقات الجارية مثل الأبنية والأوقاف والكتب العلمية والتربوية.
وقيل أيضاً : إنّ المراد بـ (ما قدموا) النيات التي تحصل قبل أداء العمل ، و (آثار) إشارة إلى الأعمال التي تنجز بعد النيّة وقيل إنّ (ماقدموا) إشارة إلى الأعمال الصالحة والسيئة ، و (آثار) إشارة إلى الخطوات التي يخطوها الإنسان لانجاز هذه الأعمال ، فيقال للقدم من هذه الجهة (أثر) حيث تترك الاقدام أثرها على الأرض وخاصة الترابية.
ونذكر حديثاً حول نزول هذه الآية ، حيث إنّ فريقاً من الأنصار (طائفة من بني سلمة كانوا في ناحية المدينة فشكوا إلى الرسول بعد منازلهم من المسجد والصلاة معه فأرادوا النقلة فقال صلىاللهعليهوآله : «إنّ الله يكتب خطواتكم ويثيبكم عليه فالزموا بيوتكم» (١).
«الإمام المبين» : هو اللوح المحفوظ الذي تثبت فيه جميع الحقائق حسب قول الكثير من المفسرين وبناءً على ذلك يستفاد من التعبير أعلاه أنّ الإمام المبين هو غير صحيفة
__________________
(١). تفسير مجمع البيان ، ج ٤ ، جزء ٢٢ ، ص ٤١٨ ؛ تفسير الكبير ، ج ٦ ، ص ٤٩ ؛ تفسير القرطبي ، ج ٨ ، ص ٥٤ ـ ٥٦.