٤ ـ حضور الأعمال
تمهيد :
المطّلعون على الآيات القرآنية يعلمون جيداً بأنّ بعضاً منها يتحدث عن حضور الأعمال يوم القيامة.
أي أنّ عمل كل شخص يعرض أمامه في ذلك اليوم خيراً كان أو شراً ويكون موجباً لسروره وسعادته أو عذابه ومعاناته ، موجباً للفخر والكرامة أو للفضيحة والعار.
فهل بالإمكان بقاء أعمال الإنسان التي هي عبارة عن مجموعة حركات تمحى وتزول بعد انقضائها؟ وهل من الممكن أن يتحول «العمل» الذي هو جزء من مقومات وجود الإنسان إلى مادة وجسد ويظهر بصورة مستقلة؟
إنّ الكثير من المفسّرين عجزوا عن الإجابة عن هذه الأسئلة ، فما كان لهم من حيلة إلّا إلى الحدَس والتقدير ، فقالوا مثلاً إنّ المراد ب (حضور الأعمال) أو مشاهدة العمل «حضور وشهادة جزاء العمل ، ثوابه أو عقابه».
ولكننا نعتقد اليوم بأنّ لكل من هذه المسائل جواب وعلى هذا الأساس لا نجد أي دليل لانكار ظواهر هذه الآيات التي تدلّ على تجسّد أعمال الإنسان.
والجدير بالذكر ، أنّ محتوى هذه الآيات ـ مع الأخذ بنظر الاعتبار معناها الحقيقي لا المجازي ـ ذات معنى عميق ونافذ ومؤثر ، ويحلّ لنا الكثير من المشاكل ويجيب عن الكثير من الأسئلة التي تطرح حول عالم القيامة والحساب ، كما تترك أثراً كبيراً ومفيداً في حياة الإنسان من الناحية التربوية ، وقبل أن نتناول هذا الموضوع نمعن خاشعين في بعض الآيات