المشهور بين الفقهاء والمفسِّرين والمحدِّثين : هو المعنى الثاني ، ولقد وردت بهذا الخصوص أحاديث كثيرة منقولة عن الطرفين (السُنّة والشيعة) ومن جملتها الحديث المنقول عن الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله : «أي مال أديت زكاته فليس بكنز» (١).
كما أنّ هناك احتمالاً آخر وهو أنّ المجتمع الإسلامى إذا تعرض نتيجة تجميد رؤوس الأموال إلى أزمة اقتصادية شديدة ، فيجب على أصحاب رؤوس الأموال اخراجها ، إمّا عن طريق الانفاق أو عن طريق استثمارها في مجالات العمل المختلفة من أجل تأمين المتطلبات الضرورية للمجتمع.
فاذا اكتنزوا أموالهم في مثل هذه الأوضاع ولم يخرجوها للتداول والاستثمار فسوف تشملهم الآية الكريمة ، ولعل مايؤكد هذا المعنى ما ورد عن أمير المؤمنين عليهالسلام إذ قال :
«مازاد على أربعة الآف فهو كنز أدّى زكاته أو لم يؤدها وما دونها فهي نفقة فبشرهم بعذاب اليم» (٢).
* * *
لا تجزون إلّاما كنتم تعملون :
يلاحظ في الآية الثانية عشرة تعبير جديد في هذا الصدد وخلاصته أنّ جزاءكم يوم القيامة هو نفس أعمالكم ونجد هذا التعبير في كثير من الآيات القرآنية فتارة يقول تعالى : (إِنَّمَا تُجْزَونَ مَاكُنْتُمْ تَعْمَلُونَ).
ولقد ورد عين هذا التعبير في الآية ١٦ من سورة الطور والآية ٧ من سورة التحريم.
وقال تعالى : (وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَاكُنْتُمْ تَعْمَلُونَ). (يس / ٥٤)
وقال أيضاً : (هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَاكُنْتُمْ تَعْمَلُونَ). (النمل / ٩٠)
__________________
(١). تفسير المنار ، ج ١٠ ، ص ٤٠٦ وفي صحيح البخاري هناك باب تحت عنوان (ما أدى زكاته فليس بكنز) ج ١ ، الجزء ٣ ، ص ١٣٢ ، وكذلك تفسير نور الثقلين ، ج ٢ ، ص ٢١٣.
(٢). تفسير نور الثقلين ، ج ٢ ، ص ٢١٣ ، ح ١٣٢.