توضيحات
١ ـ رؤية الأعمال في الروايات الإسلامية
لقد وردت مسألة رؤية الأعمال بنطاق واسع في الروايات الإسلامية المنقولة عن الشيعة وأهل السُنّة ، وهذه الكثرة بلغت إلى حدّ جعل المرحوم الشيخ البهائي يقول في احدى محاضراته : «تجسم الأعمال في النشأة الأخروية قد ورد في أحاديث متكثرة من طرف المخالف والموالف» ، وسنتطرق هنا إلى بعض من هذه الأحاديث :
١ ـ ورد في حديث عن الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله : روى أصحابنا «رضي الله عنهم» عن قيس بن عاصم قال : وفدت مع جماعة من بني تميم على النبي صلىاللهعليهوآله فدخلت عليه فقلت : يانبي الله عظنا موعظة ننتفع بها ، فإنّا قوم نعبر في البرية ، فقال الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله : «يا قيس إنّ مع العزّ ذلاً ، وإنّ مع الحياة موتاً وإنّ مع الدنيا آخرة ، فإنّ لكل شيء حسيبا ، وإنّ لكل أجل كتاب وأنّه لابدّ لك ياقيس من قرين يدفن معك وهو حي وتدفن معه وأنت ميت ، فإن كان كريماً أكرمك ، وإن كان لئيماً أسلمك ثم لا يحشر إلّامعك ، ولا تحشر إلّامعه ، ولا تسأل إلّا عنه فلا تجعله إلّاصالحاً فانّه إن صلح أنست به وإن فسد لا تستوحش إلّامنه وهو فعلك».
وورد في ذيل الرواية أنّ قيس قال : يارسول الله أحب أن يكون هذا الكلام أبياتاً من الشعر نفتخر بها على من يلينا وندّخرها فأمر من يأتيه بحسّان ، فقال الصلصال (وكان حاضراً في المجلس) يارسول الله قد حضرتني أبيات أحسبها توافق ما أراد قيس ، فقال هاتها ، فقال :
تجنب خليطا من مقالك إنّما |
|
قرين الفتى في القبر ما كان يفعل |
ولن يصحب الإنسان من قبل موته |
|
ومن بعده إلّاالذي كان يعمل! (١) |
__________________
(١) تفسير الميزان، ج ١٩، ص ٢٢٨ و ٢٢٩ ولكن يستفاد من رواية المرحوم الصدوق في كتاب الخصال أنّ هذين البيتين قالهما قيس بن عاصم بالبداهة. وكان البيت الأول وحسب ما نقله الشيخ الصدوق في الخصال، ج ١ ، باب ٣ ، ح ٩٣ :
تسخير خليطا من مقالك إنّما |
|
قرين الفتى في القبر ما كان يفعل |