وليس يقرّون بالآخرة. (الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكاءُ) : أى أنّهم شركاء لله فيكم فعبدتموهم من دون الله.
قال : (لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ) : قال مجاهد : وصلكم. وقال الحسن : الذي كان يواصل به بعضكم بعضا على عبادة الأوثان ، يعني الوصل نفسه. وهذا تفسير من قرأها بالرفع. ومن قرأها بالنصب (لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ) أى ما بينكم من المواصلة (وَضَلَّ عَنْكُمْ ما كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ) (٩٤) : أى أنّها تشفع لكم ، كقوله : (هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللهِ) [يونس : ١٨].
قوله : (إِنَّ اللهَ فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى) : أى ينفلق عن النبات في تفسير الحسن وقال مجاهد هما الشّقّان اللذان فيهما (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ) : قال مجاهد : هي النطفة والحبّة ؛ يخرج من النطفة الميّتة الخلق الحيّ ، ويخرج من الحبّة اليابسة النبات الحيّ ، ويخرج النطفة الميّتة من الحيّ ، ويخرج الحبّة اليابسة من النبات الحيّ.
وقال الحسن : يخرج المؤمن من الكافر ويخرج الكافر من المؤمن.
(ذلِكُمُ اللهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) (٩٥) : أى فكيف تصرف عقولكم.
قوله : (فالِقُ الْإِصْباحِ) : أى حين يضيء الصبح (١) في تفسير الحسن ومجاهد. وقال الحسن : صبح وصبح وصبح وجماعتها الأصباح (٢). ذكروا عن جابر بن عبد الله في قوله : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) قال : فلق الصبح. ذكروا عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : الفلق شجر في جهنم (٣).
__________________
(١) كذا في د وع : «حين يضيء الصبح» ، وفي ز ، ورقة ٩٧ : «(فالق الاصباح) خالق الإصباح يعني الصبح حين يضيء».
(٢) كذا في د وع. ولم أجدها في كتب اللغة مثلّثة بهذا المعنى. أمّا الصّبح ، فهو مصدر صبح القوم وصبحتهم الخيل إذا أتاهم وأتتهم صباحا ، أمّا الصّبح بكسر الصاد فلغة في الصّبح ، أمّا الصّبح ، بفتح الصاد والباء فلم أجدها في كتب اللغة ، اللهمّ إلّا أن تكون مخفّفة من الصباح. انظر : اللسان (صبح) وانظر : ابن مالك ، إكمال الإعلام بتثليث الكلام ، ج ٢ ص ٣٥٤ ـ ٣٥٥.
(٣) كذا ورد هذا الحديث في د وع بلفظ : «شجر في جهنم». وقد أورد الطبريّ في تفسيره في أوّل سورة الفلق قولا لابن عبّاس : «إنّ الفلق سجن في جهنّم» وقولا للسديّ : «إنّه جبّ في جهنّم». وأخرج الطبريّ في معناه حديثا من طريق أبي هريرة مرفوعا إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال عنه الحافظ ابن كثير في تفسيره ، ج ٧ ـ