كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (٢٠).
قوله : (يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ) : أى لا تشركوا به شيئا (الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) : أى وخلق الذين من قبلكم (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (٢١) : أى لكي تتّقوا.
قوله : (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً) : فرشكموها ثم جعلكم عليها. وهو مثل قوله : (بِساطاً) [نوح : ١٩] و (مِهاداً) [طه : ٥٣ ، والزخرف : ١٠] قال : (وَالسَّماءَ بِناءً) : ذكروا عن الحسن أنّ الرسول صلىاللهعليهوسلم قال يوما لأصحابه : ما تسمّون هذه؟ أو قال : هذا ، يعني السماء. قالوا : السماء. قال : هذا الرقيع ، موج مكفوف. غلظها مسيرة خمسمائة عام ، وبينها وبين السماء الثانية مسيرة خمسمائة عام ، وغلظها مسيرة خمسمائة عام. وبينها وبين السماء الثالثة مسيرة خمسمائة عام ، وغلظها مسيرة خمسمائة عام. وبينها وبين السماء الرابعة مسيرة خمسمائة عام ، وغلظها مسيرة خمسمائة عام. وبينها وبين السماء الخامسة مسيرة خمسمائة عام ، وغلظها مسيرة خمسمائة عام. وبينها وبين السماء السادسة مسيرة خمسمائة عام ، وغلظها مسيرة خمسمائة عام. وبينها وبين السماء السابعة مسيرة خمسمائة عام ، وغلظها مسيرة خمسمائة عام. وبين السماء السابعة وبين العرش كما بين سماءين. وغلظ هذه الأرض مسيرة خمسمائة عام. وبينها وبين الثانية مسيرة خمسمائة عام ، وغلظها مسيرة خمسمائة عام. وبينها وبين الثالثة مسيرة خمسمائة عام. وبين الرابعة إلى الخامسة مثل ذلك. وبين الخامسة إلى السادسة مثل ذلك. وبين السادسة إلى السابعة مثل ذلك (١).
ذكروا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم [بينما كان] (٢) في مسير له في يوم شديد الحرّ ، إذ نزل منزلا ، فجعل رجل ينتعل ثوبه من شدّة الحرّ ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إنّي أراكم تجزعون من حرّ الشمس وبينكم وبينها مسيرة خمسمائة عام ، فو الذي نفسي بيده لو أنّ بابا من أبواب جهنّم فتح بالمشرق ورجل بالمغرب لغلى منه دماغه حتّى يسيل من منخريه (٣). قوله : (وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً) : يعني أعدالا ، تعدلونهم بالله وتعبدونهم ، وهو الله لا شريك له. (وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (٢٢) : أنّه خلقكم وخلق السماوات والأرض وأنّه
__________________
(١) أخرجه الترمذيّ في كتاب التفسير ، تفسير سورة الحديد بتفصيل أكثر عن أبي هريرة.
(٢) بياض في الأصل ، أثبت فيه ما يقتضيه سياق الكلام.
(٣) لم أجده بهذا اللفظ فيما بين يديّ من المصادر ، وقد ورد في معناه أحاديث مختلفة في شدّة حرّ نار جهنّم ـ أعاذنا الله وإيّاك منها ـ تجدها في كتب الحديث.