عَلَيْهِ آباءَنا) : أي إنّا وجدناهم عبدة أوثان ، فنحن على دينهم ، وأنت تريد أن تحوّلنا عن ذلك (وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِياءُ فِي الْأَرْضِ) : أي : وتريد أن يكون لك ولهارون الملك والطاعة (وَما نَحْنُ لَكُما بِمُؤْمِنِينَ) (٧٨) : أي بمصدّقين.
(وَقالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ ساحِرٍ عَلِيمٍ) (٧٩) : أي عليم بالسحر.
(فَلَمَّا جاءَ السَّحَرَةُ) : أي للميعاد الذي اتّعدوا له هم وموسى (قالَ لَهُمْ مُوسى أَلْقُوا ما أَنْتُمْ مُلْقُونَ) (٨٠) : وذلك أنّهم قالوا لموسى (إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ) (١١٥) [الأعراف : ١١٥] (قالَ لَهُمْ مُوسى أَلْقُوا ما أَنْتُمْ مُلْقُونَ). (فَلَمَّا أَلْقَوْا) : يعني حيّاتهم وعصيّهم (قالَ) : لهم (مُوسى ما جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ) : (١) ليس بشيء (إِنَّ اللهَ سَيُبْطِلُهُ) : أي حتّى لا يكون شيئا (إِنَّ اللهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ) (٨١) : أي السحرة والمشركين.
(وَيُحِقُّ اللهُ الْحَقَ) : أي الذي جاء به موسى (بِكَلِماتِهِ) : أي بوعده الذي وعد موسى بقوله : (لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى) (٦٨) [طه : ٦٨] أي : إنّك أنت الظاهر الظافر. (وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ) (٨٢) : أي المشركون. أي : إنّ فرعون وقومه كانوا يكرهون الحقّ ، وأن يظهر عليهم موسى وهارون فيظهر دينهما ، ويغرق آل فرعون وهم ينظرون.
قوله : (فَما آمَنَ لِمُوسى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ) : ذكروا عن ابن عبّاس قال : الذرّيّة : القليل. ذكروا أنّ مجاهدا قال : أولاد الذين أرسل إليهم موسى من طول الدهر ومات آباؤهم.
قوله : (عَلى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ) : أي أن يقتلهم فرعون ، وكانوا سبعين أهل بيت من قوم فرعون وإخوانهم (٢) بنو إسرائيل.
__________________
(١) جاء في مجاز أبي عبيدة ، ج ١ ص ٢٨٠ : «مجاز (ما) هاهنا : الذي ، ويزيد فيه قوم ألف الاستفهام كقولك : السحر». انظر تفصيل ذلك وبيان وجوه قراءة الكلمة عند الفرّاء في معاني القرآن ، ج ١ ص ٤٧٥.
(٢) كذا في د وج : «وإخوانهم». وفي ق وع : «من أخوالهم بني إسرائيل».