تفسير سورة الرعد
وهي مدنيّة (١)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ : قوله : (المر) : قد فسّرنا نحوها قبل هذا الموضع. قوله : (تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ) : أي القرآن. وبعضهم يقول : التوراة والإنجيل. (وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُ) : أي القرآن (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ) (١) : وقد فسّرناه في غير هذا الموضع.
قوله : (اللهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها) : فيها تقديم في تفسير الحسن. يقول : الذي رفع السماوات ترونها بغير عمد. وقال الكلبيّ أيضا : إنّ رفعها بغير عمد. وقال ابن عبّاس : لها عمد ولكن لا ترونها.
قوله : (ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ) : وهو مثل قوله : (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) (٥) [سورة طه : ٥]. قال : (وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى) : أي القيامة ، وقال بعضهم : يجري مجرى لا يعدوه.
قوله : (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ) : أي [يقضي القضاء] (٢) في خلقه فيما يخلق ويحيي ويميت ويرزق ويفعل (يُفَصِّلُ الْآياتِ) : أي : يبيّنها (لَعَلَّكُمْ بِلِقاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ) (٢) : أي تصدّقون بالبعث. يقول : (لَعَلَّكُمْ بِلِقاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ) أي : إذا سمعتم ما في القرآن.
قوله : (وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ) : أي بسطها. وبسطها ودحاها واحد.
__________________
(١) في ق وع وز : «وهي مكّيّة كلّها» إلّا آية واحدة ، وهي قوله : (وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِما صَنَعُوا قارِعَةٌ ...) الآية ، وأثبتّ ما جاء في ج ود ؛ وفيهما : «وهي مدنيّة كلّها إلّا آية واحدة ...» ، لأنّه موافق لما في مصاحف ورش. واختلاف السلف في كون السورة مكّيّة أو مدنيّة اختلاف قديم يرجع إلى عهد الصحابة والتابعين.
(٢) زيادة من ز ، ورقة ١٥٩.