تفسير سورة إبراهيم عليهالسلام
وهي مكّيّة كلّها (١)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. قوله : (الر كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ) : يعني من أراد الله أن يهديه (مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ) : أي من الضلالة إلى الهدى. (بِإِذْنِ رَبِّهِمْ) : أي بأمر ربّهم (إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ) : أي إلى طريق العزيز (الْحَمِيدِ) (١) : وهو الإسلام ، طريق إلى الجنّة.
وتفسير العزيز ، أي : العزيز في نقمته. والحميد المستحمد إلى خلقه ؛ استوجب عليهم أن يحمدوه. بلغنا أنّ عبد الله بن مسعود أو ابن عمر قال : ترك النبيّ صلىاللهعليهوسلم طرف الصراط عندنا وطرفه في الجنّة.
(اللهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكافِرِينَ مِنْ عَذابٍ شَدِيدٍ) (٢) : أي في الآخرة. (الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ) : أي يختارون (الْحَياةَ الدُّنْيا عَلَى الْآخِرَةِ) : أي لا يقرّون بالآخرة (وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَيَبْغُونَها عِوَجاً) : أي يبغون السبيل ، أي : الطريق ، (عوجا) أي : الشرك (٢) (أُولئِكَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ) (٣).
قوله : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ) : [قال بعضهم : بلغة قومه] (٣). (لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللهُ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ) : أي بعد البيان (وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (٤) : أي العزيز في نقمته ، الحكيم في أمره.
__________________
(١) في نسختي ج ود زيادة هي هذه : «وهي مكّيّة كلّها إلّا آيتين : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً ...) إلى آخر الآيتين».
(٢) في المخطوطات : «ويبغون السبيل الطريق الأعوج ، أي : الشرك». وأثبتّ ما جاء في ز ، ورقة ١٦٣. لأنّه أدقّ تعبيرا وأقرب إلى سياق الآية.
(٣) زيادة من ز ، ورقة ١٦٣. والقول لقتادة.