إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير كتاب الله العزيز [ ج ٢ ]

تفسير كتاب الله العزيز [ ج ٢ ]

319/483
*

غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ) [سورة النساء : ٥٦] و (لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى) (٧٤) [سورة طه : ٧٤] فقلت : الآن حين أخذ الله نقمته من أعدائه.

ذكروا عن عبد الله بن مسعود قال : غلظ جلد الكافر سبعون ذراعا ، وضرسه مثل أحد ، وفخذه مسيرة يومين ، وزاد فيه بعضهم عن ابن مسعود : وإنّي لأظنّه يشغل من جهنّم مثلما بيني وبين المدينة. وبلغنا عن بعضهم قال : أهل النار يعظمون لها ولو لا ذلك لألهبتهم كما تلهب الذبّان.

قوله : (مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ) : يعني شدّة الريح (لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلى شَيْءٍ) : أي : ممّا عملوا من خير على شيء في الآخرة ، أي : قد جوزوا به في الدنيا ، مثل الرماد الذي اشتدّت به الرياح في يوم عاصف فأطارته ، فلم يقدر منه على شيء ، فكذلك أعمال الكفّار. قال : (ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ) (١٨) : أي من الهدى.

قوله : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِ) : أي يصير الأمر إلى البعث والحساب والجنّة والنار. كقوله : (وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما باطِلاً ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا) أي : ألّا بعث ولا حساب ، ولا جنّة ولا نار (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ) [سورة ص : ٢٧]. قوله : (إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ) : أي يهلككم بعذاب فيستأصلكم (وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ) (١٩) : أي آخرين (وَما ذلِكَ عَلَى اللهِ بِعَزِيزٍ) (٢٠) : [أي : لا يشقّ عليه] (١).

قوله : (وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعاً فَقالَ الضُّعَفاءُ) : وهم السفلة والأتباع (لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا) : وهم الرؤساء والكبار والدعاة إلى الكفر (إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً) : أي بدعائكم إيّانا إلى الشرك (فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذابِ اللهِ مِنْ شَيْءٍ قالُوا لَوْ هَدانَا اللهُ لَهَدَيْناكُمْ سَواءٌ عَلَيْنا أَجَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا ما لَنا مِنْ مَحِيصٍ) (٢١) : أي من

__________________

حتّى يقضي» أي : حتّى يهلك ويموت.

(١) زيادة من ز ، ورقة ١٦٤.