مثل الأترجّة ؛ طعمها طيّب وريحها طيّب. ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة طعمها طيّب ولا رائحة لها. ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيّب وطعمها مرّ. ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن مثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح له)) (١). قال بعض السلف : مثل الجليس الصالح مثل حامل المسك ، تجد منه ريحه ، ومثل الجليس السوء مثل صاحب الكير ، إن لم يحرق ثوبك يؤذك دخانه (٢).
قوله (يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ) بلغنا عن الكلبيّ عن أبي صالح عن ابن عبّاس قال : إنّ المؤمن إذا وضع في قبره ورجع عنه أصحابه أتاه ملك فأجلسه ، ثمّ يقول له : من ربّك؟ فيقول : الله ربّي. ثمّ يقول له : وما دينك؟ فيقول : الإسلام. ثمّ يقول له فمن نبيّك؟ فيقول : محمّد صلىاللهعليهوسلم. فيقال له : صدقت. ثمّ يفتح له باب إلى النار ، ثمّ يقال له : انظر إلى هذه النار التي لو أنّك كذبت صرت إليها ، وقد أعاذك الله منها. ثمّ يفتح له باب إلى الجنّة ، ثمّ يقال له : هذه الجنّة ، ثمّ يرى منزله فيها فلا يزال يأتيه من ريح الجنّة وبردها ، حتّى تأتيه الساعة.
وإنّ الكافر إذا وضع في قبره ، ورجع عنه أصحابه أتاه ملك فأجلسه ، ثمّ قال له : من ربّك؟ فيقول : لا أدري ، ثمّ يقول له : من نبيّك؟ فيقول له : لا أدري ، فيقال له : لا دريت ، ثمّ يفتح له باب إلى الجنّة ، فينظر إليها : ثمّ يقال له : هذه الجنّة التي لو أنّك آمنت بالله ، وصدّقت رسوله ، وعملت بفرائضه صرت إليها ، لن تراها أبدا ، ثمّ يفتح له باب إلى النار ، فيقال له : هذه النار التي أنت صائر إليها ، ثمّ يضيق عليه قبره ، ثمّ يضرب ضربة لو أصابت جبلا
__________________
(١) حديث صحيح متّفق عليه ، أخرجه البخاريّ في كتاب التفسير ، باب فضل القرآن على سائر الكلام. وأخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها ، باب فضيلة حافظ القرآن (رقم ٧٩٧). وأخرجه أحمد في مسنده وغيرهم ، كلّهم يرويه من حديث أبي موسى الأشعريّ. كما أخرجه أيضا ابن ماجه في المقدّمة ، باب فضل من تعلّم القرآن وعلّمه (رقم ٢١٤).
(٢) هذه ألفاظ من حديث صحيح متّفق عليه ، أخرجه البخاريّ في كتاب الذبائح والصيد ، باب المسك. وأخرجه مسلم في كتاب البرّ والصلة والآداب ، باب استحباب مجالسة الصالحين ، ومجانبة قرناء السوء ، (رقم ٢٦٢٨).