عليه ، وأن يجعله من أوفر عباده نصيبا عنده في كلّ خير وفضل يمنّ به تعالى على عباده ... إلى غير ذلك من مطالبه التي تعود عليه بأفضل أنواع التقرّب إلى الله تعالى.
ولنستمع إلى الفقرة الأخيرة من هذا الدعاء الشريف ، يقول عليهالسلام :
فإليك يا ربّ نصبت وجهي ، وإليك يا ربّ مددت يدي ، فبعزّتك استجب لي دعائي وبلّغني مناي ، ولا تقطع من فضلك رجائي ، واكفني شرّ الجنّ والإنس من أعدائي.
يا سريع الرّضا ، اغفر لمن لا يملك إلاّ الدّعاء ، فإنّك فعّال لما تشاء ، يا من اسمه دواء ، وذكره شفاء ، وطاعته غنىّ ، ارحم من رأس ماله الرّجاء ، وسلاحه البكاء.
يا سابغ النّعم ، يا دافع النّقم ، يا نور المستوحشين في الظّلم ، يا عالما لا يعلّم ، صلّ على محمّد وآل محمّد ، وافعل بي ما أنت أهله ، وصلّى الله على رسوله والأئمّة الميامين من أهله وسلّم تسليما كثيرا (١).
وانتهى هذا الدعاء الشريف الذي هو صفحة مشرقة من عبادة الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، وانقطاعه التامّ إلى الله تعالى ، فقد هام بحبّه وطاعته ، وأخلص في عبادته كأعظم ما يكون الإخلاص.
__________________
(١) إقبال الأعمال : ٢٢٠ ـ ٢٢٤.