تفسير سورة الفرقان وهي مكّيّة كلّها
قوله : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قوله : (تَبارَكَ) : وهو من باب البركة (١) كقوله : (تعالى) أي : ارتفع. قوله : (الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ) : أي القرآن. وفرقانه حلاله وحرامه ، وفرائضه وأحكامه.
(عَلى عَبْدِهِ) : يعني محمّدا صلىاللهعليهوسلم (لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً) : (١) أي ينذرهم النار وعذاب الدنيا قبل عذاب الآخرة إن لم يؤمنوا.
قال : (الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً) (٢).
ذكر بعضهم قال : كلّ شيء بقدر حتّى هذه ، ووضع طرف أصبعه السبّابة على طرف لسانه ثمّ وضعها على ظفر إبهامه اليسرى.
قوله : (وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ) : أي من دون الله (آلِهَةً) : يعني الأوثان (لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ) : أي لا يصنعون شيئا ، أي : إنّهم يصنعونها بأيديهم. ذكر بعضهم في قوله : (أَتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ) (٩٥) يعني أصنامهم التي عملوها بأيديهم (وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ) (٩٦) [الصافّات : ٩٥ ـ ٩٦] أي : بأيديكم. قوله : (وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ) : يعني الأوثان (ضَرًّا وَلا نَفْعاً وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلا حَياةً) : أي لا يميتون أحدا ولا يحيون أحدا (وَلا نُشُوراً) : (٣) أي ولا بعثا ، لا يملكون شيئا من ذلك.
قوله : (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذا) : يعنون القرآن (إِلَّا إِفْكٌ) : أي كذب (افْتَراهُ) : يعنون محمّدا عليهالسلام (وَأَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ) : أي اليهود في تفسير مجاهد. وقال
__________________
(١) في ز ، ورقة ٢٣٧ ما يلي : «ومعنى البركة عند أهل اللغة الكثرة في كلّ ذي خير». والقول لابن أبي زمنين. وهو مرويّ أيضا عن ابن عبّاس ، وانظر مختلف معاني الكلمة في اللسان : (برك) وقال الفرّاء في المعاني ، ج ٢ ص ٢٦٢ : «وهو من البركة ، وهو في العربيّة كقولك : تقدّس ربّنا. والبركة والتقدّس : العظمة ، وهما بعد سواء».