ذكروا عن ابن عمر أنّ عمر بن الخطّاب كان يقول : من رمى الجمار يوم النحر فقد حلّ له كلّ شيء إلّا النساء والطيب.
قوله : (وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ) : قال بعضهم : أيّام عظّمها الله ، تحلو فيها الأشعار ، ويوفى فيها بالنذر ، وتذبح فيها الذبائح.
ذكروا أنّ مجاهد قال : نذر الحج والهدي ، وما نذر الإنسان على نفسه من شيء يكون في الحج.
قوله : (وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ) (٢٩) : قال بعضهم : أعتقه الله من الجبابرة. وقال بعضهم : كم من جبّار مترف قد صال (١) إليه يريد أن يهدمه ، فحال الله بينه وبينه.
ذكر الحسن بن مسلم قال : قلت لمجاهد : لم سمّي البيت العتيق؟ قال : لم يرده أحد بسوء إلّا هلك. قال الحسن : البيت العتيق أوّل بيت وضع للناس.
قال بعضهم في قوله : (وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ) قال : هو الطواف الواجب.
ذكروا عن عطاء أنّه كان لا يرى بأسا أن يطاف الطواف الواجب بالليل.
وقال مجاهد : هو طواف يوم النحر. قال مجاهد : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم أمر أصحابه فأفاضوا نهارا يوم النحر ، وأفاض هو ليلا لحال نساء كنّ معه. فما أفاض منّا أحد حتّى كان النفر الآخر (٢).
قوله : (ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ) : قال مجاهد : الحرمات : مكّة والحجّ والعمرة ، وما ينهى الله عنه من معاصيه كلّها.
قوله : (وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعامُ إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ) : في سورة المائدة ، أي : من : (الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَما أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا ما ذَكَّيْتُمْ وَما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ) [المائدة : ٣] وقد فسّرنا ذلك في سورة المائدة (٣).
قوله : (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ) : يقول : اجتنبوا الأوثان فإنّها رجس.
__________________
(١) في ع : «طال» وفي ز : «صار» ، وفي سع ورقة ٤٠ ظ : «صال». ولكلّ كلمة وجه ، ولكن ما أثبتّه أنسب وأبلغ.
(٢) أي : بعد أيّام التشريق الثلاثة. وهو الإفاضة من منى.
(٣) انظر ما سلف ، ج ١ ، تفسير الآية ٣ من سورة المائدة.