قال الله : (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ) (٢٤) : أي معاند للحقّ مجتنبه. والحقّ الهدى. أمر الله به خزنة النار.
قال تعالى : (مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ) : أي : للزكاة ؛ وهذا المشرك. وقال في حم السجدة : (وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (٦) الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ) أي : الواجبة (وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ) (٧) [فصّلت : ٦ ـ ٧].
قال : (مُعْتَدٍ) : أي من قبل العدوان. والعدوان هاهنا الشرك. (مُرِيبٍ) (٢٥) : أي في شكّ من البعث. قال : (الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَأَلْقِياهُ فِي الْعَذابِ الشَّدِيدِ) (٢٦).
قوله : (قالَ قَرِينُهُ) : [أي شيطانه] (١) (رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ) : أي ما أضللته بسلطان كان لي عليه (وَلكِنْ كانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ) (٢٧) : أي من الهدى.
ذكروا عن أبي هريرة قال : إنّ المؤمن ينضي شيطانه كما ينضي أحدكم بعيره في السفر(٢).
(قالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ) : أي عندي (وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ) (٢٨) : أي في الدنيا. (ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ) : أي عندي ، من الوعد والوعيد في تفسير الحسن. وقال مجاهد : يقول : قد قضيت ما أنا قاض. (وَما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (٢٩) يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ) (٣٠) : أي فيّ مزيد (٣).
وقال مجاهد قوله : (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ) : أي وأدنيت الجنّة (لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ) (٣١). قال : (هذا ما تُوعَدُونَ) : يعني الجنّة (لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (٣٢) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ وَجاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ) (٣٣) : والأوّاب : التائب الراجع عن ذنبه. وقال مجاهد : الذي يذكر
__________________
(١) زيادة من ز ، ورقة ٣٣٥.
(٢) أنضى الرجل بعيره أي : هزله وصيّره نضوا. انظر اللسان : (نضا). وما نسب إلى هريرة هنا هو نصّ حديث مرفوع إلى النبيّ عليهالسلام ، أخرجه أحمد في مسنده ، وكذلك ذكره ابن منظور على أنّه حديث.
(٣) كذا في ق وع ، ويبدو في المخطوطتين سقط. جاء في ز ورقة ٣٣٥ في تفسير الآية ما يلي : (وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ) تفسير مجاهد : وعدها ليملأها فقال : أوفيتك؟ فقالت وهل من مسلك. أي : قد امتلأت». وانظر اختلاف المفسّرين في قوله تعالى : (هَلْ مِنْ مَزِيدٍ) ، في تفسير الطبريّ ، ج ٢٦ ص ١٦٩ ـ ١٧١.