وتفسير الشهداء : يشهدون كرامة الله ، في تفسير الحسن. وقد ترجى الشهادة لأقوام لم يقتلوا في سبيل الله سيلحقهم الله بالشهداء.
ذكروا عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنّه قال لأصحابه يوما : ما الشهيد عندكم؟ قالوا : القتيل في سبيل الله. فقال : إنّ شهداء أمتي إذا لقليل. ثمّ قال : القتيل في سبيل الله شهادة ، والبطن شهادة ، والطاعون شهادة ، والغرق والحرق شهادة ، والنفاس شهادة ، والسّلّ شهادة (١).
ذكروا عن الحسن قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ما بين حياة الشهيد في الدنيا وحياته في الآخرة إلّا كمضغ تمرة (٢).
ذكروا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : إنّ الشهيد لا يجد ألم القتل إلّا كما يجد القرصة (٣).
ذكروا عن الحسن قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : من سأل الشهادة صادقا من قبل نفسه فله أجر الشهيد وإن مات على فراشه (٤).
ذكروا عن الحسن أنّه قرأ هذه الآية : (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ). فقال : كلّ مؤمن شهيد وإن مات على فراشه. [وتفسير مجاهد في قوله : (وَالشُّهَداءُ) : يشهدون على أنفسهم بالإيمان] (٥).
قال تعالى : (لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ). قال : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ) (١٩).
__________________
(١) رواه الربيع بين حبيب في مسنده من حديث أبي هريرة في كتاب الجهاد ، باب في عدّة الشهداء ، (رقم ٤٤٩ ، ورقم ٤٥١). وأخرجه مسلم في صحيحه ، كتاب الإمارة ، باب بيان الشهداء ، من حديث أبي هريرة ، وأوّله : «ما تعدّون الشهيد بينكم ...» (رقم ١٩١٥).
(٢) لم أجده فيما بين يدي من مراجع التفسير والحديث.
(٣) انظر تخريجه فيما سلف ، ج ١ ، تفسير الآية ١٥٤ من سورة البقرة.
(٤) حديث صحيح أخرجه مسلم في كتاب الإمارة ، باب استحباب طلب الشهادة في سبيل الله تعالى ، عن سهل بن حنيف ، (رقم ١٩٠٩) ، وأخرجه الترمذيّ في فضائل الجهاد ، باب ما جاء فيمن سأل الشهادة ، من حديث معاذ بن حبل.
(٥) زيادة من ز ورقة ٣٥٣ ، ومثلها في تفسير مجاهد ص ٦٥٨.