قوله : (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ) : أي إنّما أهل الدنيا أهل لعب ولهو ، [يعني المشركين] (١) (وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ) : أي مطر (أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ) (٢) : يعني ما أنبتت الأرض من ذلك المطر (ثُمَّ يَهِيجُ) ذلك النبات (فَتَراهُ مُصْفَرًّا) : أي يصفارّ (ثُمَّ يَكُونُ حُطاماً) : [أي متكسّرا ذاهبا] (٣) كقوله : (هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّياحُ) [الكهف : ٤٥].
(وَفِي الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ) : أي للكافرين (وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرِضْوانٌ) : أي للمؤمنين. (وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ) (٢٠) : أي يغترّ بها أهلها.
ذكروا عن أبي عبد الله قال : سمعت أبا الدرداء يقول : الدنيا ملعونة وملعون ما فيها إلّا ذكر الله ، وما أوى إليه ذكر الله.
ذكروا عن الحسن قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : الدنيا سجن المؤمن وجنّة الكافر (٤).
قوله : (سابِقُوا) : أي بالأعمال الصالحات (إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ) : يعني جميع السماوات وجميع الأرضين مبسوطات كلّ واحدة إلى جانب صاحبتها. هذا عرضها ، ولا يصف أحد طولها. وقال في آية أخرى : (عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ) [آل عمران : ١٣٣] أي : الأرضين السبع.
قال تعالى : (أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ). ذكروا عن الحسن قال : أرض الجنّة رخام من فضّة ، وترابها مسك أذفر أشدّ بياضا من جواريكم هذه ، وحيطانها لبنة من ذهب ولبنة من فضّة ، وبلاطها المسك الأذفر ، وجذوع نخلها ذهب ، وسعفها حلل ، ورطبها مثل قلال هجر ، أشدّ بياضا من اللبن ، وأحلى من العسل ، وألين من الزبد ، وإنّ أدنى أهل الجنّة منزلا آخرهم
__________________
(١) زيادة من ز.
(٢) جاء في ز ورقة ٣٥٣ ما يلي : قال محمّد : لم يفسّر يحيى معنى الكفّار ، ورأيت في كتاب غيره أنّهم الزرّاع. يقال للزارع كافر لأنّه إذا ألقى البذر في الأرض كفره ، أي : غطّاه. وقيل : قد يحتمل أن يكون أراد الكفّار بالله ، وهم أشدّ إعجابا بزينة الدنيا من المؤمنين ، والله أعلم بما أراد».
(٣) زيادة من ز ورقة ٣٥٣.
(٤) انظر ما سلف ، ج ١ ، تفسير الآية ٣٢ من سورة الأنعام.