الذي جاء في ذيل الآية ٥٤ من سورة البقرة.
كما واجه مؤسّس الوثنية بين بني إسرائيل ، أي : «السامري» ذلك العقاب الشديد أيضاً ، خلاصة القول هي أنّ ردّ الفعل العنيف كان يرمي إلى أهدافٍ عظيمة ، ولم يكن خالياً من الإشكال فحسب ، بل كان واجباً أيضاً في مثل تلك الظروف (تأمّل جيّدا ً).
٦ ـ داود عليهالسلام
هناك آيات في القرآن الكريم تشير إلى أنّ نبي الله العظيم داود عليهالسلام قد استغفر ربّه لعمل قام به ، وأنّ الله تعالى قد غفر له وذلك قوله : (وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ* فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ). (ص / ٢٤ ـ ٢٥)
ألم يكن استغفار داود والعفو عنه من قبل الله سبحانه وتعالى دليلاً على صدور الذنب منه؟ وهل يتلاءم هذا ومقام عصمته؟
للحصول على جواب هذا السؤال لابدّ من الرجوع إلى القرآن ، والبحث قبل كلّ شيء عن العمل الذي يرتبط به هذا الإبتلاء وتلك المغفرة.
تحكي الآيات التي سبقت آيات بحثنا أنّ خصمين تسوّرا محراب داود عليهالسلام ، ودخلا عليه على حين غرّة ، ففزع لدخولهما المفاجيء عليه : (إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَاتَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ* إِنَّ هَذَا أَخِى لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِىَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِى فِى الْخِطَابِ). (ص / ٢٢ ـ ٢٣)
فقال داود بدون تحقيق أو استفسار : (قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِى بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ ...). (ص / ٢٤)
هذه هي القصّة التي ذكرت في آيات القرآن بأكملها بلا زيادة أو نقصان.
هناك تفاسير مقبولة قدّمت تفسيراً مقنعاً لهذه الآيات ، كما أنّ هناك روايات موضوعة