يقال : إنّ هذا العمل كان سبب العناء الروحي لُاوريا ، كما جاء في إحدى الروايات (١).
لكن التفسير الأوّل هو الأنسب من بين هذه التفاسير.
* * *
٧ ـ سليمان عليهالسلام
وهناك أيضاً آية في القرآن الكريم وردت بحقّ هذا النبي العظيم ، تبيّن أنّه قد طلب العفو من ربّه واستغفره على بعض الأعمال التي صدرت منه ، (وأنّ الله تعالى قد قبل توبته).
يقول القرآن حول هذا الموضوع : (وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيَمانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ* قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِى وَهَبْ لِى مُلْكاً لَايَنْبَغِى لِاحَدٍ مِنْ بَعْدِى إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ* فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ ...). (ص / ٣٤ ـ ٣٦)
ولنرى ما هو هذا الإختبار؟ ولمن يعود هذا الجسد الجامد الذي القي على كُرسيّه؟ فهذا ما لم يتعرّض القرآن لبيانه ، لكن هناك تفاسير إسلامية تناولت هذه الحادثة ، وروايات تعرضت لها ، كما أنّ الرواة الذين وجدوا في هذا الموضوع أرضاً خصبة لهم فحاكوا حوله أساطير وهمية لا أساس لها ، ونسبوا إلى هذا النبي العظيم ما لا يتناسب حتّى مع المنطق والعقل السليمين ، فضلاً عن منزلة العصمة والنبوّة ، ومن جملة ذلك اسطورة شنيعة وملفّقة تدّعي ضياع خاتم سليمان ، واختطافه من قبل أحد الشياطين وجلوسه على عرش سليمان ثمّ استلامه للحكم ، (وذلك لوجود علاقة بين الخاتم والحكومة والتسلّط على الإنس والجنّ طبقاً لهذه الاسطورة) ، وهذه الاسطورة المذكورة في بعض الكتب بكلّ جدّية واعتقاد ، والتي تبدو حسب الظاهر من خرافات الاسرائيليات الممتدّة جذورها إلى «التلمود» كتاب اليهود ، (وهو عبارة عن مجموعة روايات في تفسير قوانين موسى) ، والتي يصعب التفوّه بها أو نقلها لوقاحتها.
والذي يبدو صحيحاً من بين التفاسير والذي اشير إليه في الروايات الإسلامية ، تفسيران :
__________________
(١) عيون أخبار الرضا ، ج ١ ، الباب ١٤ ، ص ١٥٤.