أسئلة متعدّدة :
هنالك عدّة أسئلة مطروحة في بحث عصمة الأنبياء والأئمّة عليهمالسلام نشير إلى أهمّها :
١ ـ هل لعصمة الأنبياء صفة «جبريّة»؟
الكثير من الأشخاص حينما يقرأون بحث عصمة الأنبياء ، يتبادر إلى أذهانهم فوراً هذا السؤال وهو أنّ مقام العصمة موهبة إلهيّة مفروضة على الأنبياء والأئمّة ، وكلّ من نال هذه «الموهبة» فقد حُفظ من المعصية والخطأ ، ومن هنا فلن تعد معصوميتهم فضيلة وفخراً ، لكونها أمراً إلهيّاً مفروضاً كما تقدّم.
وبناء على هذا فارتكاب الخطأ مع وجود مقام العصمة مستحيل ، وواضح أنّه لا فضيلة في ترك المحال ، فعدم ظلمنا مثلاً للناس الذين سيأتون بعد مائة عام أو الذين عاشوا قبل مائة عام لا يعدّ لنا فضيلة وفخراً ، لأنّ أداء مثل هذا العمل بالنسبة لنا محال!
الجواب :
بالرغم من أنّ هذا الإشكال لا يتعرّض إلى عصمة الأنبياء عليهمالسلام ، بل إلى كونها فضيلة أم لا ، مع ذلك فالتمعّن في عدّة ملاحظات يمكن أن يزيح الستار عن الغموض المحيط بهذا السؤال :
١ ـ إنّ الذين يثيرون هذا الإشكال لا يلتفتون إلى جذور عصمة الأنبياء عليهمالسلام ، بل يتصوّرون أنّ مقام العصمة مثلاً هو كالمناعة من بعض الأمراض والتي تحصل للإنسان عن طريق بعض اللقاحات ، فكلّ من يلقّح بمثل هذا اللقاح لن يبتلى بذلك المرض شاء أم أبى.
لكنّنا عرفنا في الأبحاث السابقة أنّ مصونية المعصومين من المعاصي نابعة من مقام معرفتهم وعلمهم وتقواهم ، بالضبط كاجتنابنا لقسم من الذنوب لعلمنا وإحاطتنا بسلبياتها ، كعدم الخروج إلى الزقاق عراةً ، وهكذا بالنسبة لمن له اطّلاع تامّ بالآثار السلبية للمواد المخدّرة ويعلم بأنّ الإدمان عليها يتسبّب في موت تدريجي بطيء ، فسوف يتجنب تعاطيها.