المنزلة العلمية للأنبياء عليهمالسلام
لا شكّ أنّ قادة المجتمعات البشرية عموماً ، والقادة الإلهيين خصوصاً ينبغي لهم أن يتمتّعوا بقسط وافر من العلم والمعرفة ، وفي شتّى المجالات ، وبما أنّ دائرة رسالة الأنبياء عليهمالسلام تشمل بدن الإنسان وروحه ، وبعبارة أخرى إنّها تسع جميع البشر في دنياهم وآخرتهم ، فلابدّ لهم من معلومات جمّة لا تشوبها شائبة الخطأ والسهو ، لكي لا يقودوا الناس إلى طرق الضلال تحت عنوان نيابتهم عن الله ، وليثق بهم عباد الله ولا ينحرفوا.
ولهذا السبب فقد جهزهم الله وقبل كلّ شيء بسلاح العلم والمعرفة ، كما شهدت بذلك آيات القرآن الكريم ، فالآيات أدناه دليل واضح على هذا المعنى ابتداءً بآدم وانتهاءً بالخاتم.
* * *
١ ـ لقد وهب الله آدم عليهالسلام علماً ومعرفة حتّى أنّ الملائكة بمقامهم العلمي وإحاطتهم بأمور العالم قد سجدوا له :
(وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِى بِأسْمِاءِ هَؤُلَاء إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ* قَالُوا سُبْحَانَكَ لَاعِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ* قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأسْمِائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأسْمِائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّى أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ). (البقرة / ٣١ ـ ٣٣)
ولغرض إكمال هذا البحث لابدّ لنا من معرفة أمور :