مصادر علم الأنبياء عليهمالسلام
١ ـ يتلقّى أنبياء الله عليهمالسلام حقائق علومهم بالدرجة الاولى عن طريق الوحي ، الذي ينزل عليهم أحياناً عن طريق «ملك الوحي» ، كما نقرأ ذلك في الآية (١٩٢ ـ ١٩٥) من سورة الشعراء : (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ* نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ* عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ* بِلِسَانٍ عَرَبِىٍّ مُّبِينٍ) ، أو عن طرق أخرى ، فهناك أنواع وطرق متعدّدة للوحي وسيأتي تفصيلها في محلّه إن شاء الله.
٢ ـ الطريق الآخر لعلوم الأنبياء عليهمالسلام هو الإرتباط الروحي والمعنوي بعالم الغيب ، فلقد جعل الله تعالى حقيقة أبصارهم قويّة بدرجة أنّها اخترقت حجب عالم الغيب لتجد سبيلها إلى ما وراء ذلك ، كما يقول تعالى بالنسبة لإبراهيم الخليل عليهالسلام : (وَكَذَلِكَ نُرِى إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ). (الأنعام / ٧٥)
أجل فقد كانت لهم معرفة بعالم «الملكوت» ، فضلاً عن معرفتهم بعالم «الملك» ، وقد تلقّوا الكثير من علومهم عن طريق المشاهدة النفسية والباطنية للملكوت ، وبعبارة أخرى فإدراكاتهم وأبصارهم هي غير تلك الظاهرية التي عندنا ، وقد توصّلوا عن طريقها إلى حقائق كثيرة.
٣ ـ الطريق الثالث هو السير ومشاهدة الآفاق الذي عرض للبعض من الأنبياء بأمر من الله عزوجل ، حيث اطّلعوا عن هذا الطريق على العوالم المختلفة لهذا الكون ، بالضبط كما حدث ذلك لنبي الإسلام صلىاللهعليهوآله في مسألة المعراج ، يقول القرآن :
(سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِى