الأرض ، وكلّ رطب ويابس في عالم الوجود ، واعتبرها ثابتة في اللوح المحفوظ ، لوح علم الباري تعالى.
وفي الآية الثانية كان الخطاب موجّهاً إلى نبي الإسلام صلىاللهعليهوآله : (فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ للهِ).
وكان هذا في معرض الجواب عن سؤال المشركين الذين يتحججون على النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله بإظهار المعجزات (المعجزات التي كانوا يقترحونها هم بأنفسهم من باب الإصرار والعناد للتذرّع بها متى ما مشاءوا) ، وبناءً على هذا فالقرآن يقول للنبي صلىاللهعليهوآله : تخلى عن مسؤولية مثل هذه الامور ، إنّها من أسرار الغيب التي لا يعلمها إلّاالله ، ومتى ما شاء فسيصدر أمره ، فلا تستسلم أبداً لرغبات المتذرّعين الحمقى!
* * *
ونفس هذا المعنى جاء في ثالث آية وبتعبير آخر ، حيث إنّ الله تعالى يعلّم نبيّه صلىاللهعليهوآله ماذا يقول لأهل الحجج الذين يصرّون على السؤال عن موعد يوم القيامة ، فيأمره أن يقول لهم : إنّ هذا من أسرار الغيب وأنّه لا أحد في السماوات والأرض يعلم الغيب ، وموعد يوم القيامة ومتى يكون البعث؟ : (قُلْ لَايَعْلَمُ مَنْ فِى السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ).
صحيح أنّ مورد نزول هذه الآية هو يوم القيامة ، لكن مفهومها أوسع بل شامل لكلّ الغيوب.
* * *
وفي رابع آية يأمر الله نبيّه بصراحة : (قُلْ لَاأَقُولُ لَكُمْ عِندِى خَزَائِنُ اللهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ ... إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَىَّ).