الإرادة لا تتحقّق إلّابإذنه تعالى ورضاه (تأمّل جيّداً).
هذا المطلب يشابه حالة كون كلّ الأسرار العسكرية لدولة ما مدوّنة في كتاب ضخم محفوظ عند شخص أو أشخاص منتخبين من قبل الدولة بحيث يمكنهم الإطّلاع عليه بإذن من القائد العام للقوات المسلحة ، فالقائد هنا له إحاطة تامّة بهذا الكتاب كما ويمكن للآخرين أيضاً الإطّلاع عليه متى شاؤا (على فرض كون مراجعتهم للكتاب مرهونة بإذن القائد وإجازته طبعاً).
الدليل على هذا الكلام هو الروايات التي جمعها المرحوم الكليني في كتاب الكافي في فصل تحت عنوان «إنّ الأئمّة إذا شاؤا أن يعلموا علموا» (١).
* * *
نستنتج من مجموع ما قيل أنّ للأنبياء والأولياء اطّلاعاً على عالم الغيب بلا شكّ ، كما ويمكن استخلاص طرق الجمع بين الروايات المرتبطة بعلم الغيب بأربعة :
١ ـ العلم الذاتي المستقلّ خاصّ بالله ، وعلم الأنبياء والأولياء يرتبط به تبعاً.
٢ ـ العلم التفصيلي هو من شأنه تعالى ، والعلم الإجمالي من شأن الأولياء والأنبياء.
٣ ـ العلم باللوح المحفوظ خاصّ بالله ، والعلم بلوح المحو والإثبات من شأن الأنبياء والأولياء عليهمالسلام.
٤ ـ العلم الفعلي خاصّ بالله ، والعلم بالقوّة من شأن الأنبياء والأولياء.
* * *
روايات علم الغيب :
إنّ لمسألة «علم الغيب» بالنسبة إلى الأنبياء والأولياء عليهمالسلام بحثاً موسّعاً في الروايات الإسلامية أيضاً ، وقد ذكرت كلّ الفرق الإسلامية نماذج كثيرة عن علم الغيب فيما يرتبط
__________________
(١) اصول الكافي ، ج ١ ، ص ٢٥٨.