روايات متعدّدة بشكل استدلال عقلي ، لا حكم تعبّدي (تأمّل جيّداً).
يقول الإمام الصادق عليهالسلام ـ على سبيل المثال ـ لأحد الرواة باسم «عبدالعزيز الصائغ» في حديث أشرنا إليه سابقاً : «أترى أنّ الله استرعى راعياً (على عباده) واستخلف خليفة عليهم يحجب عنه شيئاً من امورهم» (١)؟!
كما ورد نفس هذا المعنى بتعبير أوضح في حديث إبراهيم بن عمر أنّه قال ، قال الإمام الصادق عليهالسلام : «من زعم أنّ الله يحتجّ بعبد في بلاده ثمّ يستر عنه جميع ما يحتاج إليه فقد افترى على الله» (٢).
* * *
العلوم الأخرى للأنبياء في القرآن المجيد :
يستفاد بوضوح من آيات قرآنية مختلفة أنّ لبعض الأنبياء الإلهيين فضلاً عن العلوم ذات العلاقة بهداية الخلق وتربيتهم والحفاظ على نظام المجتمع البشري وبلوغ الأهداف النهائية للخلق ، علوماً أخرى أيضاً ، من جملتها الموارد أدناه :
١ ـ تعلّم موسى من الخضر
ورد في سورة الكهف ٢٣ آية تمّ من خلالها بيان قصّة موسى عليهالسلام بعبارات لطيفة جدّاً وموزونة ، وتعلّمه من عبد لله لم يذكر القرآن إسمه لكنّه في الحقيقة هو «الخضر» كما هو المتعارف (الكهف / ٦٠ ـ ٨٢).
هذه الحادثة تبيّن بوضوح أنّ موسى عليهالسلام قد ذهب وراء ذلك المعلّم الإلهي طبقاً للعنوان الذي كان لديه ، ليستفيد من العلوم التي تعلّمها من الله ، ولذلك فحينما وصل إليه بعد جُهدٍ جهيد قال : (هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً). (الكهف / ٦٦)
__________________
(١) بصائر الدرجات طبقاً لما نقله صاحب بحار الأنوار ، ج ٢٦ ، ص ١٣٧ ، ح ٢.
(٢) المصدر السابق ، ص ١٣٩ ، الرواية الثامنة.