بإمكان هذا العلم أن يلعب دوراً فعّالاً في الإسراع من عجلة تطوّر مأموريتهم ، وإضفاء المزيد من التقدّم على خططهم.
* * *
٤ ـ العلم بمنطق الطير
تمّت الإشارة في القرآن الكريم إلى نوع آخر من العلم والمعرفة بالنسبة لسليمان عليهالسلام ، والذي يبدو لأوّل وهلة أمراً عجيباً ، ألا وهو مسألة القدرة على مخاطبة الطيور وفهم حوارها ، ونقرأ في قوله تعالى : (وَوَرِثَ سُلَيْمانُ دَاوُدَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ). (النحل / ١٦)
الكلام هنا طويل :
هل حقّاً تتكلّم الحيوانات؟ كيف يكون حديثها؟ هل بهذه الأصوات المتنوّعة التي تنبعث منها في مختلف الحالات ، أم أنّ هناك كيفية خاصّة أخرى؟
لا شكّ أنّ للطيور أصواتاً متفاوتة وبحسب الظروف المختلفة ، كالغضب والرضا والجوع والعطش والمرض والضجر ، وأنّ بإمكان من لهم أدنى اطّلاع على حالها إدراك مرادها.
لكن من المستبعد أن تكون الآية أعلاه وأمثالها ناظرة إلى هذا المعنى ، إذ إنّها تحكي عن مطالب أدقّ وأهمّ ، فالبحث هو عن تفاهمها وتخاطبها مع الإنسان ، والحديث هو عن سلسلة من المفاهيم العالية والراقية.
مع احتمال إقدام البعض على حمل هذه الآيات وأمثالها على الكنايات أو لغة الأساطير ، توهّماً منهم باستحالة مثل هذا الشيء للحيوانات ، فامتلاك سليمان عليهالسلام للمعجزة واطّلاعه على العلوم الإلهيّة الخاصّة لا يستبعد أبداً.
وهناك سؤال وهو : هل أنّ للحيوانات مثل هذا الفهم والشعور لتتحدّث مثلاً عن عبادة ملكة سبأ للشمس من دون الله؟
التمعّن في أسرار حياة الطيور ، والمطالب العجيبة التي ينقلها العلماء فيما يتعلّق بذهنها