وفي الآية السابعة والأخيرة من الآيات التي وردت في البحث لم يكن التعبير بالـ «آية» أو الـ «بيّنة» أو الـ «برهان» ، بل بمصداق من المصاديق البارزة جدّاً للمعجزة ، وبعد ذلك تمّ التصريح بالقول : (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَايَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً).
الهدف لا يكمن في الخوض في بحث «إعجاز القرآن» لأنّ هذا البحث قد جاء في ذيل هذه الآية في المجلّد الثاني عشر من «التفسير الأمثل» ، كما سيأتي أيضاً في المجلّد القادم من نفحات القرآن ، بشرح أوفى ، إنّما الهدف هو بيان حقيقة كون المعجزة هي إحدى الطرق القطعية لمعرفة الأنبياء عليهمالسلام.
ولذا نقرأ في ذيل آية أخرى دعوة القرآن المخالفين للإتيان بعشر سور مثل سور القرآن : (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنزِلَ بِعِلْمِ اللهِ). (هود / ١٤)
ثمرة البحث :
يمكن الإستنتاج بوضوح من مجموع ما تقدّم ، أنّ المعجزة لم تكن بنظر القرآن أحد الأدلّة الرئيسيّة لإثبات نبوّة نبي الإسلام صلىاللهعليهوآله فحسب ، بل لنبوّة سائر الأنبياء أيضاً.
لكن ينبغي الإلتفات إلى أنّ هناك آيات قرآنية تعدّ بمثابة العلّة لمنكري المعجزة ، والتي سنتكلّم عنها بالتفصيل في قسم التوضيحات.
* * *
توضيحات
١ ـ ما هي حقيقة الإعجاز
لفظة الإعجاز والمعجزة وكما أشرنا سابقاً لم ترد في القرآن بالمعنى المصطلح عليه اليوم ، بل قد تمّت الإستعانة بتعابير أخرى في هذا المجال ، وقد تقدّم شرحها في الآيات التي مرّ ذكرها ، فالبحث هنا ليس بحثاً لغوياً ، إذ الهدف هو بيان حقيقة الإعجاز والمعجزة ، لكن لا