٤ ـ شهادة الأنبياء السابقين
الطريق الآخر الذي يمكن من خلاله تمييز الأنبياء عليهمالسلام عن المدّعين كذباً هو إخبار الأنبياء السابقين القطعية الصريحة بالنسبة للأنبياء اللاحقين ، باستثناء أوّل نبي إذ لا يمكن التعرّف عليه عن هذا الطريق بل لابدّ من الرجوع إلى أحد الطرق الثلاثة التي تقدّم شرحها وهي (الإعجاز ، والتحقيق في مضمون الدعوة ، وجمع القرائن).
وهذا الطريق ليس بتلك السهولة التي توهّمها بعض النفعيين بالرغم من كونه أسهل من سابقيه ، ولغرض الحصول على نتيجة قطعية غير قابلة للإنكار هنا ينبغي مراعاة الشروط الأربعة التالية :
١ ـ إثبات «نبوّة» النبي السابق الذي يخبر عمّن يأتي بعده ويذكر صفاته ، بالدليل القطعي الذي لا يقبل الإنكار ، ولا يعتدّ بإخباره وشهادته هذه إلّابعد إحراز نبوّته بشكل تامّ مسلّم به.
٢ ـ صدور هذا الخبر عن النبي السابق يجب أن يكون قطعيّاً ، وعلى هذا فلا يعتدّ بالأخبار الضعيفة والمشكوكة من أي مصدر كانت ، بل لا يعتدّ حتّى بأخبار الكتب المعتبرة لو لم تبلغ مرتبة القطع واليقين.
٣ ـ دلالة هذا الخبر يجب أن تكون صريحة قطعية غير قابلة للاحتمال ، إذ من الخطأ التمسّك بأحد شقّي الإحتمال والتكلّف بتطبيقه على نبوّة المدّعي الجديد بتفاسير وتوجيهات ، بل وحتّى «تحريفات» في بعض الأحيان ، لأنّ هدف النبي السابق من إخباره هذا إنّما هو الكشف عن حقيقة خطيرة تقرّر مصير المستقبل ، وتوقف أصحابه على هويّة النبي الجديد ، وليس اللعب بالألغاز لإسدال الستار على «السرّ المكتوم» ، إذ الصراحة في