وبناءً على هذا فلو رأينا البعض يعتبر الآية المعنية ناظرة إلى «الجهاد» لوحده باعتباره العامل الاساسي في حياة الامم ، أو «الإيمان بالله» أو العلم والمعرفة أو الحياة الاخروية ، فهم في الواقع إنّما يحدّدونها في بعض مصاديقها فحسب ، وإلّا فمفهومها أوسع وأشمل من هذه كلّها.
والملفت للنظر أنّ الحياة في هذه الآية قد فسّرت في الروايات (١) بمعنى ولاية علي بن أبي طالب عليهالسلام ، وهي في الحقيقة أحد مصاديقها الهامّة وذلك لأنّ ولايته عليهالسلام هي السبب للدعوة إلى الإسلام في كافّة المجالات ، فولايته دعوة إلى العلم والزهد والتقوى والإيثار والإخلاص.
* * *
ثمرة البحث :
بالإمكان إدغام واختصار الأهداف العشرة من بعثة الأنبياء والمذكورة سابقاً في ستة اهداف ، وهي : «التعليم ، تهذيب النفوس ، اقامة القسط والعدل ، الحرية ، اقامة الحجة ورفع الاختلافات» ، ولكن بالنظر لأهميّة الموضوع فإنّ القرآن الكريم تناول كل واحدة منها على حدة ، ونتيجة لذلك فإنّه يبدو واضحاً أنّه لولا الأنبياء واديانهم السماوية والتعاليم المقدسة التي جاءوا بها ، ومنذ اليوم الأول لنشأة المجتمع الانساني ، فأي مصير مظلم سوف ينتظر الانسانية؟
وفي عصرنا الحاضر ، أيّ عالم رهيب ومخوف سوف يصبح فيه عالم اليوم لو تنكر الانسان لتعاليم الأنبياء والتزم بالقيم الجوفاء البعيدة عن الرحمة والنورانية وجعلها بديلاً للقيم الإلهيّة التي جاء بها الأنبياء في دعواتهم وتعاليمهم ، وكما هو متعارف اليوم في بعض دول العالم؟!
كما يمكن الإستنتاج من الشرح أعلاه أنّ الدين والمذهب على خلاف ما يراه الكثير من
__________________
(١) تفسير نور الثقلين ، ج ٢ ، ص ١٤١ ، ح ٥٠ و ٥٢.