لا يهتمّ لزخرف الدنيا وزينتها ودافعه إلهي محض.
وعلى أيّة حال فإنّ تصريح القرآن بهذه النكتة في حقّ ستّة من أنبياء الله عليهمالسلام ، والذين من بينهم إثنان من اولي العزم يثبت وجود هذه الحالة في كلّ الأنبياء عليهمالسلام ، ولا مناسبة لحصرها في خصوص هؤلاء الستّة فقط ، بل إنّ كل الأنبياء يتصفون بهذه الصفات.
* * *
٦ ـ البرّ والإحسان
من صفاتهم البارزة الاخرى هي الإحسان للصديق والعدو معاً ، فلقد كانوا في الحقيقة مظهراً لصفات «الرحمن» و «الرحيم» والفضل والإحسان للجميع.
ولذا فقد نسب القرآن هذه الصفة إلى الكثير من الأنبياء عليهمالسلام ومن جملة ذلك ما جاء في الآية السادسة من آيات بحثنا بعد الإشارة إلى «إسحاق» و «يعقوب» ولدي إبراهيم البارّين اللذين وهبهما الله تعالى له في آخر عمره ، وكذلكـ «نوح» و «داود» و «سليمان» و «أيّوب» و «يوسف» و «موسى» و «هارون» (عشيرة من الأنبياء العظام) من بينهم ثلاثة من اولي العزم يقول تعالى : «وكذلك نجزي المحسنين» أي أنّ إحدى الصفات البارزة التي كانت لديهم هي صفة «الإحسان».
كما ورد نفس هذا المعنى أيضاً على انفراد في آيات متعدّدة من جملتها : (سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِى الْعَالَمِينَ* إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِى الُمحْسِنِينَ). (الصافات / ٧٩ ـ ٨٠)
و (سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ* كَذَلِكَ نَجْزِى الُمحْسِنِينَ). (الصافات / ١٠٩ ـ ١١٠)
و (سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ* إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِى الُمحْسِنِينَ). (الصافات / ١٢٠ ـ ١٢١)
وأخيراً : (سَلَامٌ عَلَى إِل يَاسِينَ* إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِى الُمحْسِنِينَ). (الصافات / ١٣٠ ـ ١٣١)
وهذا التكرار في التأكيد هو خير شاهد على ما تقدّم أعلاه من ماهية المراد من البرّ و «الإحسان» الذي جاء في الكثير من الآيات ، وللمفسّرين عبارات شتّى فالبعض منهم كالمرحوم الطبرسي قد فسّر «الإحسان» في الكثير من الموارد في «مجمع البيان» بمعنى