والأئمّة ـ وكما سيأتي الحديث عن ذلك بالتفصيل ـ لا يذنبون مع قدرتهم على ارتكاب الذنب ، حيث إنّ الله تعالى قد منحهم سلسلة من المعارف والمباديء الفطرية التي تدعوهم إلى الطهارة ، بالضبط مثل العاقل الذي تمنعه معرفته ومبادؤه الفطرية من خروجه إلى الزقاق عارياً كما خلقه الله تعالى ، مع بداهة قدرته على ذلك (سيأتي شرح وافٍ لهذا الموضوع في ذيل الآيات).
* * *
من هم أهل البيت؟
مع كون عبارة أهل البيت مطلقة ، لكن المراد منها هم أهل بيت النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله بقرينة الآيات السابقة واللاحقة ، واتّفاق علماء الإسلام والمفسّرين على ذلك.
المهمّ هنا هو مَنِ المراد من أهل البيت عليهمالسلام ، هل النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام (هذه الأنوار الخمسة المقدّسة) فقط ، أم زوجات النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله وباقي أقربائه أيضاً؟
عموم علماء الشيعة والبعض من علماء السنّة أخذوا بالقول الأوّل ، في حين ذهب الكثير من علماء أهل السنّه إلى القول الثاني (١).
ولأجل الوقوف على حقيقة المراد من أهل البيت في الآية الشريفة ، لابدّ من التأمّل في الروايات الكثيرة المذكورة في ذيل هذه الآية عن الكثير من الصحابة عن النبي الأكرمصلىاللهعليهوآله.
١ ـ السيوطي في «الدرّ المنثور» الذي يُعدّ من أشهر كتب أحاديث تفسير القرآن عند أهل السنّة ، ذكر حوالي عشرين حديثاً في ذيل هذه الآية ، جاء في خمسة عشر منها أنّها نزلت في حقّ الخمسة أهل الكساء ، أي : النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام ، واللطيف هنا هو انتهاء عشر من هذه الروايات الخمس إلى النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله
__________________
(١) جاء في «في ظلال القرآن» أنّ التعبير بأهل البيت بشكل مطلق إشارة إلى أنّ البيت الحقيقي في العالم هو بيت النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله ، «مثلما أنّ هذا التعبير قد ورد بشكل مطلق في حقّ بيت الله الحرام في البعض من آيات القرآن» وفي الواقع فانّ هذا التعبير هو نوع تكريم وتعظيم خاصّين لأهل بيت النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله.