وعلى هذا الأساس نقف على تفسير واضح جدّاً في صدد الآية السابقة واتساع السموات ، والتي تكشف الستار عن السر وراء أحد المعجزات العلمية للقرآن.
وممّا يستحق الاهتمام أيضاً أنّ عبارة : «إنّا لَمُوْسِعُونَ» والتي استعمل فيها اسم الفاعل والجملة الإسمية للدلالة على حالة الاستمرار والديمومة ، وعلى تداوم حالة التوسع والانبساط.
* * *
٦ ـ القرآن ووجود الحياة في المجرات الاخرى
جاء في قوله تعالى : (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّموَاتِ وَالارْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ اذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ). (الشورى / ٢٩)
يا ترى هل العيش والحياة مختص بالكرة الأرضية ، والكرات الاخرى ليست مسكونة اطلاقاً؟ لقد كان العلماء الأوائل يتابعون هذه المسألة دائماً بشيء من التردّد أو الحكم المنفي ، بيدَ أنّ التحقيقات الأخيرة للعلماء أثبتت لنا أنّ الحياة لا تختص بالكرة الأرضية.
ونقرأ في كتاب «الحياة في العالم» من منشورات مجلة «لايف» ما يلي :
«من الممكن حسب احصاءات العلماء أن تتواجد في مجرتنا ملايين النجوم التي تكون سياراتها التابعة لها آهلة بالسكان».
وذهب البعض إلى أكثر من ذلك حيث اعتقدوا بوجود موجودات حية في بعض الكرات السماوية تفوق حالة التطور لدى الإنسان بكثير ، فالإرسالات الراديوية التي يبثونها في الفضاء ولا نستطيع الإتيان بمثلها ، قابلة للاطلاع عليها بصورة كاملة من خلال أجهزة الاستقبال التي بحوزتنا ، وإن كنّا لا نفهم لغتهم ولا نعي مغزاها.
وعلى أيّة حال فتصريح الآية المتقدمة بالقول : إنّ الله تعالى بث الموجودات الحية في السموات والأرض ، يخبر عن حياة الموجودات الاخرى بشكل واضح ، ومن الاشتباه بمكان أن نتصور أنّ المقصود من الموجودات الحية في السماء هي (الملائكة) ، وذلك لكون