مايسمى بعلم «الأجنة» ، وعلى الخصوص في محيط جزيرة العرب الذي لم يتوفر فيه الاطلاع على أبسط المسائل العلمية (١).
* * *
١١ ـ القرآن يتحدث عن الآثار المهمّة للغلاف الجوي للأرض
نقرأ في قوله تعالى : (وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفاً مَّحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعرِضُونَ). (الأنبياء / ٣٢)
لقد أبدى المفسرون القدماء وجهات نظر مختلفة في صدد بيان حقيقة السقف السماوي المحفوظ ، فتارة يذهبون إلى : أنّه محفوظ من نفوذ الشياطين ، وتارة يقولون : إنّه محفوظ من السقوط على الأرض ، وتارة ثالثة : إنّه محفوظ من الانهدام بالرغم من تقادم الزمن (٢).
إنّ السر وراء هذه التفاسير المبهمة هو عدم اطلاع البشر على السماء اطلاعاً دقيقاً في ذلك العصر.
وعندما وُجد علم الهيئة الجديد أثبت أنّ الكواكب بأجمعها تسبح في الفضاء اللامتناهي ، وأنّه لا يوجد سقف أساساً ، أصبح مفهوم هذه الآية أكثر تعقيداً بالنسبة لبعض المفسرين ، حتى لجأوا إلى القول : إنّ معناها هو أنّ السماء كالسقف المحفوظ الذي يحول دون حدوث أي اختلال في نظام الوجود.
وعلى هذا الأساس صار المتبادر إلى الذهن من معنى السقف هو المعنى المجازي والذي جاء بصورة التشبيه والكناية.
إلّا أنّ العلم البشري لم يزل يواصل تقدمه نحو الأمام ، وأصبح مفهوم هذه الآية أكثر وضوحاً نظراً إلى ما حصل عليه العلماء من معلومات جديدة عن طبقات الغلاف الجوي ، فثبت أنّه يوجد سقف محفوظ بمعناه الحقيقي.
__________________
(١) أشار سيد قطب في كتابه في ظلال القرآن ج ٦ ص ١٦ إلى ذلك. وقد شاهدنا ذلك أخيراً في فيلم وثائقي عجيب عن المراحل التكاملية للنمو الجنيني.
(٢) تفسير مجمع البيان ، ج ٧ ص ٤٦ ؛ والتفسير الكبير ، ج ٢٢ ، ص ١٦٥ وتفاسير اخرى.