(السقف المحفوظ) وهو «الغلاف الجوي» لم يستطع أي إنسان أن يقاوم الشمس ولو لحظة واحدة.
من جهة ثالثة أنّ الاشعاعات المميتة المسماة بـ (الأشعة الكونية) تتجه بسرعة نحو الأرض ممّا وراء المنظومة الشمسية فيقف جزءٌ من الغلاف الجوي ويسمى بـ «طبقة الاوزون» (١) مانعاً من نفوذ هذه الأشعة القاتلة ويقاومها كالسقف المحفوظ.
أخيراً برزت مخاوف كثيرة للعلماء على أثر الثقب الذي حدث في طبقة الاوزون بسبب تصاعد الغازات الضارة من بعض أجزاء السيارات في الهواء وإلحاقها الضرر بتلك الطبقة ، هذه المخاوف ظهرت بصورة جدية بحيث أخذ رجال الدول والعلماء يفكرون في وضع مقررات دولية تمنع حدوث هذه الاضرار.
هذا ما توصلنا إليه حالياً من التعرف على الآثار العجيبة لهذا (السقف المحفوظ) ، أي الطبقات العظيمة للهواء ومن الممكن الكشف عن حقائق أهم وأكثر في هذا المضمار مستقبلاً.
وقد يخطر في الذهن هذا السؤال وهو : هل يمكن اطلاق اسم «الغلاف الجوي» على السماء فتصدق عليه؟ وهل تعني السماء الكواكب والأجرام السماوية والمنظومات والمجرّات؟
في الجواب عن هذا السؤال نقول : إنّ القرآن الكريم هو الذي اطلق مراراً هذه الكلمة على الغلاف الجوي ومن جملة ذلك ما نقرأه في قوله تعالى : (وَأنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخرَجَ بِهَ مِنَ الثَّمراتِ رِزقَاً لَكُم) (٢). (البقرة / ٢٢)
ويتجلى بوضوح نموذج آخر لهذا المعنى في قوله عز من قائل : (الَمْ يَروَا الَى الطَّيرِ مُسَخَّرَاتٍ فِى جَوِّ السَّمَاءِ). (النحل / ٧٩)
__________________
(١) الاوزون ، غاز أزرق اللون ذو رائحة نفاذة ويعد أخطر من غاز الاوكسجين. ويتكون عند التفريغ الكهربائي للاوكسجين ، ويستعمل لاغراض الصباغة وتصفية الماء والهواء.
(٢) وورد نظير هذا المعنى في البقرة ، ١٦٤ ؛ الأنعام ، ٩٩ ؛ الأعراف ، ٩٦ ؛ يونس ، ٢٤ ؛ هود ، ٤٤ ؛ الرعد ، ١٧ وآيات أخرى متعددة.