صِنوان لا عَدوّان» ، وهكذا كلما تقدم العلم أرشد إلى إيضاح قضايا خفي أمرها على المتقدمين من العلماء والمفسرين» (١).
* * *
١٣ ـ القرآن وأسباب نزول المطر والثلوج
نقرأ في قوله تعالى : (الَمْ تَرَ انَّ اللهَ يُزجِى سَحَاباً ثُمَّ يُؤلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكاماً فَتَرَى الوَدْقَ يَخْرُجُ مِن خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ يَكَادُ سَنَابَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالابصَارِ). (النور / ٤٣)
في هذه الآية تعابير مختلفة ، لم تتوضح معانيها بدقة في الماضي.
«يزجي» : مأخوذة من مادة (إزجاء) ومعناها في الأصل هو الدفع أو التحريك الملائم الهاديء.
يقول الراغب في المفردات : «التزجية» معناها هو التحريك على سبيل الترتب والتسلسل.
واستعمل القرآن الكريم هذه الكلمة لحركة السفن على أثر هبوب الرياح في البحر كما رودت في سورة الاسراء ، الآية ٦٦.
«الركام» : (على وزن غلام) وتعني الأشياء الموضوعة فوق بعضها.
«وَدْق» : (على وزن شَرق) ، وهي حسب رأي بعض المفسرين بمعنى قطرات المطر ، وحسب رأي البعض الآخر بمعنى البرق.
«البَرَد» : على وزن (سَبَد) والمقصود به قطرات المطر المنجمدة ، وهي في الأصل مأخوذة من مادة بَرْد على وزن (فَرْد) وهي البرودة. ولأنّ قطع البَرَد ذات طبيعة باردة وتبعث على برودة الأرض أيضاً اطلقت هذه الكلمة عليها (٢).
__________________
(١) تفسير المراغي ، ج ٨ ، ص ٢٥.
(٢) جاء في كتاب (التحقيق) : «البرودة في الماء أن يبرد إلى أن يصل حدَّ الانجماد فيقال له البَرَد».