٤ ـ حينما اعترض موسى على هارون ، قال هارون بهدوء تام له : أنت تعلم مدى ميل هؤلاء القوم نحو الخطايا وهم طلبوا مني وأنا لبيت طلبهم (ياله من عذر؟! ...) وموسى لم يعترض عليه في المرة الثانية (فياله من مصلح متقاعس).
٥ ـ وفي نهاية المطاف ذهب موسى عليهالسلام إلى محضر القدس الإلهي ، وهدد الله بالاستقالة من مقام النبوة قائلاً : إذا غفرت لهؤلاء العاصين فهو الأحسن وإلّا فامحو اسمي من الكتاب الذي دونته! (واعهد بهذه المهمّة الشاقة إلى شخص آخر ...).
لاحظوا جيداً إلى ما رسمته التوراة عن الله ، والنبي ، ووزيره ، ثم قارنوا بعد ذلك بين هذا الفصل التاريخي وبين ماورد في القرآن!
* * *
٥ ـ قصة النبي داود عليهالسلام وزوجة اوريا
من المقاطع التاريخية الاخرى للقرآن الكريم ، هي مسألة «قضاء داود» النبي عليهالسلام التي دارت بين أخوين متخاصمين.
ويفصل القرآن القول في هذه القصة بالنحو التالي :
(وَهَل اتَاكَ نَبؤُ الخَصمِ اذْ تَسَوَّرُوا الِمحْرَابَ* اذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لاتَخَفْ خَصْمَانِ بَغى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنا بالحَقِّ وَلاتُشْطِطْ وَاهْدِنَا الَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ* انَّ هَذَا اخِى لَهُ تِسعٌ وَتِسعُونَ نَعجَةً وَلِىَ نَعجةٌ وَاحِدةٌ فَقَالَ اكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِى فِى الخِطابِ* قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ الَى نِعَاجِهِ وَانَّ كَثيراً مِنَ الخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُم عَلَى بَعْضٍ الَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاودُ انَّمَا فَتَنَّاهُ فَاستَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَانَابَ* فغَفَرنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنا لَزُلفَى وحُسنَ مَآبٍ* يَادَاوُدُ انَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِى الارْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالحَقِّ وَلَاتَتَّبِعِ الهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللهِ إِنَّ الذَّينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللهِ لَهُم عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَومَ الحِسَابِ). (ص / ٢١ ـ ٢٦)
في هذا المقطع التاريخي من حياة داود عليهالسلام ، لانقع على أي مفهوم سلبي سوى أنّه تسرع