فهل يمكن أن تقع مناجاة ودعوات «قاتل ارتكب الزنى بالمحصنة» ضمن الكتب السماوية؟
إلّا أننا عندما نعود إلى القرآن ، نجد أنّه لا أثر لأي حديث عن عشق داود وإجرامه واقترافه للذنب ولا على فقرات هذه القصة الكاذبة ، وإنّما ورد الحديث عن حكاية لأحد المحاكم العادلة ـ وذلك بشكل جدي لا على شكل مثال ـ والذي سبق شرحه من قبل ، وممّا تجدر الإشارة إليه هو خلو القرآن من هذه التهم ، والنكتة التي ينبغي ذكرها في هذا الموضع أيضاً هي أنّ من المؤسف وقوع بعض المؤرخين والمفسرين الإسلاميين تحت تأثير الأساطير الكاذبة للتوراة ونقلهم إيّاها في كتبهم ، ومن البديهي أنّ أحاديث هذا النمط من الأفراد لا تمتلك أي قيمة علمية وتاريخية وتفسيرية ، وذلك لعدم وجود أدنى دليل على مقالاتهم في المنابع الإسلامية المعتبرة.
والجدير بالذكر هو مانقل عن الإمام علي عليهالسلام قوله : «لا اوتي برجل يزعم أن داود تزوج امرأة اوريا إلّاجلدته حدّين حدّاً للنبوّة وحداً للاسلام» (١).
* * *
٦ ـ هل أنّ سليمان عليهالسلام بنى معبداً للأصنام؟!
ورد التعريف بشخصية سليمان عليهالسلام في القرآن الكريم على كونه نبياً كبيراً وقائداً مقتدراً امتلك سلطة عريضة وفريدة من نوعها ، واشيد بعظمته وصلاحه في سور قرآنية مختلفة ، من جملتها سورة البقرة ، النساء ، الأنبياء ، النمل ، سبأ وص ، فعلى سبيل المثال نقرأ قوله تعالى : (وَوَهَبنَا لِدَاودَ سُلَيَمانَ نِعْمَ العَبدُ إِنَّهُ اوَّابٌ). (ص / ٣٠)
القرآن في حكايته المفصلة نوعاً ما التي أوردها في السور المتقدمة الذكر عن هذا النبي الكبير ليس فقط لا ينسب له نسبة عبادة الصنم وصناعته مطلقاً وإنّما يعدّ كافة جوانب حياته نزيهة من أي لون من ألوان التلوث بالشرك والمعصية.
__________________
(١) تفسير مجمع البيان ، ج ٨ ، ص ٤٧٢.