٥ ـ الاعجاز القرآني في سن القوانين
من المعلوم أنّه قد ورد في القرآن الكريم بالإضافة إلى المعارف والتعاليم المرتبطة بالمبدأ والمعاد والمسائل الأخلاقية والتاريخية والتشريعات المتعلقة بالعبادات ، مجموعة من القوانين الاجتماعية أيضاً ، والتي ترسم معالم القانون الأساسي للاسلام وبعض القوانين المدنية ، الحقوقية والجزائية المتعلقة به.
إنّ الدقّة والحكمة الموجدتين في النصوص القرآنية تكفيان لوحدهما في اظهار معجزة القرآن استناداً إلى أنّ ظهور وبروز هذه القوانين الحكيمة جدّاً ـ والتي ستأتي أمثلتها فيما بعد ـ في محيط تحكمه شريعة الغاب ، أو بعبارة اخرى : في جو يضجُّ بالفوضى والتسيب ، هذه القوانين بإمكانها أن تحمل كل فرد منصف على التسليم والاذعان ، لذا نحن لسنا ملزمين بأنّ نفتش عن عظمة هذا الكتاب السماوي واعجازه في المسائل المرتبطة بالفصاحة والبلاغة ، أو المعارف والعلوم والجوانب التاريخية فقط ، بل إنّ الاقتصار على البحث في مجموعة القوانين القرآنية يفتح نافذة بوجه هذا العالم الكبير.
وهنا ينبغي ـ وقبل كل شيء ـ أن نقدم مقدمة قصيرة حول بيان معنى القانون الصالح وحقيقته ، وذلك من أجل تدعيم أساس هذا البحث.
ماهي أفضل القوانين؟
من الصعوبة الجواب عن هذا السؤال ، ولكن إذا وقفنا على الحكمة الواقعية من وراء وضع القوانين في المجتمعات الإنسانية فإنّ معالم الطريق ستصبح واضحة.