وَأَخرجُوكُمْ مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخرَاجِكُمْ انْ تَوَلَوْهُمْ وَمَن يَتَولَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ). (الممتحنة / ٨ ـ ٩)
* * *
ثانياً : تقوية الروابط الاجتماعية
إنّ المجتمع البشري هو المصدر الرئيسي لكل تطور وتقدم علمي واجتماعي ويستطيع أن يصل إلى هدفه المطلوب عندما تحكمه روابط وثيقة ومحكمة جدّاً ، وفيما عدا ذلك فسوف يتحول إلى جحيم لا يطاق يحمل في طياته مآسي وويلات اجتماعية ، هذا فضلاً عن عدم استثماره لمعطياته ومكتسباته الذاتية ، فمن جانب يؤكد على الوحدة الشمولية للعالم البشري بصفتهم أعضاء لُاسرة واحدة ، وإخوة من أب واحد وأم واحدة ، كما جاء ذلك في سورة الحجرات الآية ١٣ وأشرنا إليه سابقاً.
ومن جانب آخر يعتبر المؤمنين أعضاء لكيان واحد بغض النظر عن الاختلافات الموجودة بينهم من الناحية اللغوية والعرقية ، لذا يقول تعالى : (بَعضُكُم مِن بَعْضٍ). (آل عمران / ١٩٥)
ويقول في موضع آخر : (وَالمُؤمِنونَ وَالمُؤمِنَاتُ بَعضُهُم اوْلِيَاءُ بَعضٍ). (التوبة / ٧١)
ولم يكتفِ بهذا الأمر فقط ، فبالإضافة إلى العلاقات الإنسانية والإيمانية أوصى وأكد على الروابط الشخصية أيضاً والتي تتحقق في نطاق أضيق وأقرب.
ولذا يعتبر نقض هذا العهد والحلف جريمة كبرى ، يقول تعالى في هذا الصدد : (الَّذِينَ يَنقَضوُنَ عَهْدَ اللهِ مِن بَعدِ مِيثَاقِهِ وَيَقطَعُونَ مَا امَرَ اللهُ بِهِ انْ يُوصَلَ وَيُفسِدُونَ فِى الارْضِ اولَئِكَ هُمُ الخَاسِرُونَ). (البقرة / ٢٧)
ونقرأ في سورة محمد الآية ٢٢ و ٢٣ قوله تعالى : (فَهَلْ عَسَيْتُم انْ تَوَلَّيتُم انْ تُفسِدُوا فِى الارضِ وَتُقَطِّعُوا ارحَامَكُم* اولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَاصَمَّهُم وَاعمَى ابصَارَهُم).