وبناءً على ذلك يرى أن قطع هذه العلاقات مقارن للفساد في الأرض ، ومن دواعي فقدان البصيرة والجمود الباطني.
وتنبثق أهميّة هذه الروابط في الإسلام من أنّ كل ما يساهم في تحكيم العلاقات الاجتماعية يعتبر أمراً ضرورياً ، حتى أنّ الكذب الذي هو من أبشع الذنوب يعدّ جائزاً لأجل إصلاح ذات البين ، وعلى العكس من ذلك فإنّ كل مايساهم في تضعيف هذه الارتباطات وتفككها يعتبر أمراً منبوذاً ومرفوضاً تحت أي عنوان وإسم كان.
* * *
ثالثاً : احترام حقوق الإنسان
إنّ القانون الناجح والممتاز هو القانون الذي يُقدم ـ بالإضافة إلى امتيازاته الاخرى ـ أطروحة جامعة ودقيقة في مجال حقوق الإنسان ، وبناءً على هذه الحقيقة ، كلما ألقينا نظرة حول الآيات القرآنية التي وردت في هذا المجال تجلّت عظمة هذه القوانين أكثر فأكثر.
فالقرآن حرص كثيراً على مسألة حفظ النفس والمال والنواميس البشرية ، بحيث وصل به الأمر إلى أن يعتبر النفس الإنسانية الواحدة مساوية لنفوس الناس جميعاً ، لنقرأ قوله تعالى : (مَن قَتَلَ نَفْسَاً بِغَيْرِ نَفْسٍ او فَسَادٍ فِى الارْضِ فَكَانَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَن احْيَاهَا فَكَانَّمَا احْيَا النَّاسَ جَمِيعاً). (المائدة / ٣٢)
ولا نجد لهذا التعبير مثيلاً في أي قانون آخر.
ويذهب القرآن في صدد مسألة حقوق الإنسان إلى أنّ أصل العدالة يحتل مركز الصدارة على جميع الأمور في إجراء الحقوق ، ويحذر من أن تقضي النزاعات الشخصية أو العلاقات الحميمة إلى عدم إجراء العدالة والعمل بها.
يقول تعالى في محكم كتابه : (وَلَا يَجرِمَنَّكُم شَنَئَانُ قَومٍ عَلَى الَّا تَعدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ اقْرَبُ لِلتَّقوَى). (المائدة / ٨)
وفي مجال آخر يتعرض القرآن الكريم إلى تأثير الصداقة على إجراء العدالة حيث