وفي الوقت الحاضر أيضاً تصل الجنايات والانحرافات إلى الحد الأدنى في المجتمعات الدينية خاصةً في المناسبات الدينية (من جملتها مناسبة شهر رمضان المبارك).
* * *
سادساً : إحياء القيم الروحية
بالرغم من أنّ الوجود الإنساني مركب من مادة وروح أو من جسم وروح ، وحياة الإنسان متكونة من جانبين ، جانب مادى وجانب معنوي ، إلّاأن جميع القوانين في العالم المادي ناظرة إلى القيم المادية ، فأي عمل لا يتعارض مع المسائل المادية للمجتمع يعتبر جائزاً ومشروعاً في نظرهم ، ويدخل في هذا المضمار تصويب الكثير من القوانين المخزية والتي يبعث ذكرها على الاشمئزاز والتقزز ، والحال أنّ هذا الفصل لايوجه ضربة إلى الشخصية الإنسانية المرموقة ويحطها إلى مستوى الحيوان فحسب ، بل يُعرض نفس القيم المادية للخطر أيضاً ، وذلك لعدم إمكانية الفصل عملياً بين هذين الأمرين.
وانطلاقاً من كون القرآن منسجما مع الخلقة والفطرة الإنسانية فهو يأخذ بالاعتبار كلاً من القيم المادية والمعنوية معاً ، فحينما يتطرق في حديثه إلى اختيار الزوجة يقول : (الزَّانِى لَاينَكِحُ الَّا زَانِيَةً او مُشرِكَةً والزَّانِيَةُ لَايَنكِحُهَا الَّا زَانٍ او مُشرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى المُؤمِنِينَ). (النور / ٣)
ويقول أيضاً : (قُلْ لَّايَستَوِى الخَبِيثُ وَالَّطِيبُ وَلَوْ اعجَبَكَ كَثَرةُ الخِبيثِ فَاتَّقُوا اللهَ يَا اولِى الالبَابِ لَعلَّكُم تُفلِحونَ). (المائدة / ١٠٠)
من الواضح إنّ ذكر الخبيث والطيب في هذه الآية إمّا ناظر إلى الطهارة المعنوية وعدمها ، وإمّا ناظر على الأقل إلى العموم فيشمل المعنى المادي والمعنوي معا ، لذا فإنّ كثرة الأوبئة وانتشار الموبقات لا يمكن أن يكون دليلاً على مشروعيتهم وحقانيتهم.
وتتبلور هذه المسألة أكثر في القوانين والدساتير المرتبطة بالزواج خاصة لأنّه يحدث كثيرا أن يقع كل من الجمال الظاهري والمعنوي على طرفي نقيض ، فيقترن جمال الظاهر مع