إلى (بني اسد) ، وسرية (محمد بن سلمة) ، إلى (بني ثعلبة) ، وسرية (أبي عبيدة الجراح) ، إلى (ذي القصد) ، وأرسل ست سرايا (١) بقيادة (زيد بن حارثة) لحرب (الجموح) إلى (عيص وطرف وحسمى ووادي القُرى وام قرفة) ، وسرية (عبد الرحمن بن عوف) إلى (دومة الجندل) ، وسرية (علي بن أبي طالب عليهالسلام إلى (فدك) ، وسرية (كرز بن جابر) (٢) إلى (عرينين) ، وكل هذه المعارك وقعت بعد الحديبية (٣).
وكثير من القبائل التي كانت تعدُ العدّة لحرب المسلمين قد فشلت وانهزمت قبل أن تنجز شيئاً ذا بال ووصلت قدرة الإسلام إلى أوج عظمتها وحينها لم تحدّث قبيلة من القبائل نفسها في أن تخوض معركة مع الرسول صلىاللهعليهوآله والمسلمين وأحست مكة بالضعف وعقدت هدنة مع الرسول فاعترفت برسمية الحكومة الإسلامية.
رسائله صلىاللهعليهوآله إلى ملوك العالم :
وتعاظمت في هذه الأثناء قدرة الإسلام وتوسع نفوذه فانتشر أول شعاع لشمسه خارج الجزيرة العربية ، وقام الرسول بإرسال سفراء محملين برسائل إلى كسرى (ملك ايران) ، وقيصر (حاكم الروم) (٤) ، والنجاشي (حاكم الحبشة) ، والمقوقس (حاكم مصر) (٥) وإلى عدّة اخرى من الرؤساء والحكام أداءً لتكليفه الإلهي ولدعوتهم إلى الإسلام فكان جواب بعضهم إيجابياً ، وسكت بعضهم الآخر ماعدا خسرو برويز (شاه ايران) وهذا دليل على إمّا : أنّ التبليغ الإسلامي الصحيح قد وصلهم فاطلعوا على حقائق الإسلام ، أو أحسّوا بقدرته ووصلتهم أخباره فكان صلاحهم في عدم المواجهة العسكرية مع المسلمين (٦).
__________________
(١) سيرة ابن هشام ، ج ٣ ، ص ٥٣.
(٢) المصدر السابق ، ج ٤ ، ص ٢٩٠.
(٣) الكامل ، ج ١ ، ص ٥٨٨ ـ ٥٩٠.
(٤) تفسير جامع البيان ، ج ٢ ، ص ٢٨٨.
(٥) الكامل ، ج ١ ، ص ٥٩١.
(٦) الكامل ، ج ١ ، ص ٥٩١ ؛ تفسير جامع البيان ، ج ٢ ، ص ٢٩٨ ؛ وسيرة ابن هشام ، ج ٣ ، ص ٣٤٢.