٦ ـ الاعجاز الغيبي للقرآن
إشارة وتنبيه :
بالرغم من وجود أصول وجذور للحوادث المستقبلية في الماضي والحاضر إلّاأنّه لن يستطيع أحد أن يكشف النقاب بدقّة عن الحوادث المستقبلية ، وبالرغم من إرادة الإنسان وعزمه المستمر في التعرف والاطلاع على الحوادث المستقبلية ، وبالرغم من المساعي الكثيرة التي بذلها في هذا الطريق ، إلّاأنّه لم يصل إلى وسيلة ناجحة ترفع الحجب الكثيفة التي حالت بينه وبين المستقبل.
إنّ الرغبة الشديدة التي يحملها الإنسان للاطلاع على الحوادث المستقبلية هو الذي بعث الحماس والحمية في سوق الكهان والمنجمين وأصحاب الخرافات ، بل حتى الذين يقرأون الطالع والفأل ، وهؤلاء بدورهم كانوا يستثمرون حالة النهم والولع لدى الناس بالاستفادة من ألاعيبهم وخدعهم الماكرة ، ويُسلّونهم بسلسلة من العبارات المبهمة أو الأقاويل المملة التي كان يتمكن كل شخص أن يطبقها على مراده ومقصوده بسهولة ، وكانوا يكسبون المنافع والأرباح من هذا الطريق.
وفي يومنا هذا أيضاً تحصل نبوءات كثيرة في عالم السياسة وغيرها من العوالم الاخرى ترمي الوصول إلى أهداف خاصة غالباً ، وهي جزء لايتجزأ من المخطط السياسي للدول ، لكن الكثير منها لا يتحقق في الخارج. ويخالف ما هو عليه واقعاً.
والجدير بالذكر إنّ هذه الاقاويل الخاطئة لاتقف مانعاً أمام التنبؤات المستقبلية في مثل هذا النوع من المسائل أيضاً ، بيدَ أنّ الحقيقة التي لا يمكن التعتيم عليها هي لو أنّ شخصاً