وهكذاحصل وتحقق النصر بعد الهزيمة في أقل من عشر سنوات.
ومن النكات المهمّة الاخرى هي اقتران هذا النصر بانتصار المسلمين في «معركة بدر» لأنّ معركة بدر وقعت في السنة الثانية للهجرة ، والمقطع الزمني الفاصل بين السنة السابعة للبعثة والسنة الثانية للهجرة هو تسع سنوات ـ هذا إذا ما أخذنا في الاعتبار نفس السنة السابعة أيضاً وبدونها تكون الفاصلة بينهما ثمان سنوات.
من هنا كان انتصار الروميين وانتصار المسلمين متقاربين ، وفي الواقع إنّما فرح المسلمون لأمرين ، الأول : هو الذي حققه أهل الكتاب أي الروميّون على المجوسيين الذي كان أحد مشاهد انتصار العبودية لله تعالى على الشرك ، في الوقت الذي كانت هزيمة الروم مدعاة لارتياح مشركي مكة وغبطتهم ، والآخر : هو ما حققوه من انتصار كبير على المشركين في معركة بدر.
* * *
٢ ـ التنبوء عن نصرين هامين آخرين
تكشف الآية الثانية ـ في هذا البحث ـ الستار عن اثنين من الحوادث المهمّة الآخرى المرتبطة بمستقبل المسلمين. الحادثة الاولى تكشف عن هذه الحقيقة للمسلمين وهي : إنّكم ستدخلون المسجد الحرام وتقيمون هذه الشعائر الكبرى في منتهى الأمن والآمان في المستقبل القريب بالرغم ممّا يحمله المشركون من رفض واعتراض على دخول المسلمين إلى المسجد الحرام وأدائهم لمناسك الحج والعمرة ، والاخرى تبيّن هذه الحقيقة لهم وهي : إنّ النصر الحقيقي سيكون حليفكم قبل ذلك.
يقول عزّ من قائل : (لَقَد صَدَقَ اللهُ رَسُولَهُ الرُؤيَا بِالحَقِّ لَتَدخُلُنَّ المَسجِدَ الحَرَامَ ان شَاءَ اللهُ آمِنيِنَ مُحَلّقِيِنَ رُوسَكُم وَمُقَصِّرِينَ لَاتَخَافُونَ فَعَلِمَ مَالَمْ تَعلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحَاً قَرِيبَاً).
تخبر هذه الآية عن أنّ النبي رأى في منامه رؤيا تعبّر عن أنّ المسلمين سيدخلون